عليهم الأَمَدُ والْتَبسَ
عليهم الحَقّ، وحُرِّفت الكتبُ وغُيِّرت، أما هذه الأمةُ فالحَق يَبقى واضحًا،
والكِتاب والسنَّة مَحفوظان من التحرِيف والتغيِير، فليس لأحدٍ عُذْرٌ حينئذٍ.
قوله: «فَقَدْ بُيِّنَتِ الأُْمُورُ»
نَعَمْ، قد بُيِّنت الأمورُ، لكنها تَحتاج إلى بحثٍ وإلى طلبٍ، بأن يتعلَّم
الإنسانُ، ويتفقَّه، ويأخذَ العِلم عن العُلماء، لا يأخُذ العِلم عن نَفسه أو عن
مِثله من الجُهَّال، أو المُتعالِمين، أو من الكُتب، بل يأخُذ العِلم عن أهلِه،
لأن هذا العِلم يُتَلَقَّى عن العُلماء.
فالعِلم بالتلقِّي، وليس بالأخذِ من الكُتب، الكُتب إنما هي أدواتٌ فقط
للبَحْث يَشرحها العُلماء، وأما الوصولُ إلى الحَقّ فهذا يُؤخَذ عن أهلِ العِلم،
ويُروَى عنهم، خَلَفًا عن سَلَفٍ.
قوله: «وَثَبَتَتِ الْحُجَّةُ، وَانْقَطَعَ
الْعُذْرُ» ما لأحدٍ عذرٌ، فهذا الدينُ صانَه اللهُ من التحرِيف والتَّغْيير،
وصَار الحَق واضحًا لا لبسَ فيه، بخلافِ الأممِ السَّابقة فإنها لما طالَ عَليها
الأَمَدُ حَرَّفوا كُتبهم وغَيَّروها، وبَدَّلوها فالتبسَ الحَقّ وخَفِيَ.
الصفحة 3 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد