قوله: «فاحذر المحرَّمات من الأمور»:
لأن المحرّمات لا خيرَ فيها، سواءٌ مُحرمات الشِّرك أو الكُفْر، أو المَعَاصي، لأن
الله لا يُحرِّم شيئًا وفيه خيرٌ، إنما يُحرِّم ما هو شرٌّ مَحْض، أو شرٌّ راجحٌ
أو شرٌّ مساوٍ، فإذا اجتمع في الشيءِ خَير وشَر فإن كان الشرُّ أكثرَ أو مساويًا
فتَجنبه، وإن كان الخَير أكثرَ فلا مانعَ من أخْذِه، ويُغتفر الشرُّ اليسيرُ مع
الخيرِ الكثيرِ. قوله: «فإن كل
محدثةٍ بدعةٌ، وكل بدعةٍ ضلالةٌ»: هذا نَص حديثِ العِرْبَاض بن سَارِية رضي
الله عنه قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَوْعِظَةً وَجِلَتْ
مِنْهَا الْقُلُوبُ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ
اللَّهِ كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا، قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ
وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ - وفي رواية: عَبْدٌ حَبَشِيٌّ،
كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ - فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى
اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ
الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، فَتَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا
عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ...»: هذا
تحذير، «إياك» كلمة تحذير، «... وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ،
فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])، وفي رواية: «وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» ([2]).
كل محدثةٍ فهي بدعةٌ، والمُراد «مُحدثة» في الدينِ، أما المُحدثات في أمورِ العادَات والمَنافع والمآكلِ والمَشارب والمَلابس، فهذه بِدع لُغويّة،
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (46)، وأحمد رقم (17144).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد