قال
المؤلِّف رحمه الله: واحذرْ صِغار المُحدَثات من الأمور، فإن صِغارَ البدعِ تعودُ حتى
تصيرَ كِبارًا، وكذلك كل بدعةٍ أُحْدِثت في هذه الأمّة كان أوَّلها صغيرًا يشبهُ الحَق،
فاغترّ بذلك مَن دخلَ فيها، ثُم لم يستطِع الخُروج منها، فعَظُمت وصَارت دينًا يُدان
بها، فخالفَ الصّراط المُستقيم فخرجَ من الإسلامِ.
**********
قوله: «واحذرْ صِغار المُحدَثات من
الأمُور» يقول: لا تتساهلْ بشيءٍ من البِدعة ولو كان صغيرًا، فإنه يَكْبُر،
ويَنْضاف إليه غيره، وهذا من مَفاسد البِدع؛ لأنه إذا انفتحَ باب البِدع زادتْ،
فلا يُتساهَل فيها، ويُقال: هذه بدعةٌ صَغيرة ولا تضرّ، البِدعة مثل الجَمرة ولو
كَانت صغيرةً فهي تكبُر حتى تحرقَ البَيت أو المَتْجَر أو البَلَد كله: «ومُعظم النارِ من مُستصغَر الشَّرَر».
فلا يتهاوَن بها، بل يسدّ بَاب البِدع نهائيًّا، وقال الرسول صلى الله عليه
وسلم: «إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ
الأُْمُورِ»، «إِيَّاكُمْ»:
تَحذير من مُحدَثات البِدع مطلقًا، سواء كانت مُحدَثات صغيرةً أو مُحدَثات كبيرةً
لم يَسْتثنِ الرسُول صلى الله عليه وسلم شيئًا من البِدع، فنَهْيه عامّ في جَميع
البِدع، وقال: «وَشَرُّ الأُْمُورِ
مُحْدَثَاتُهَا».
قوله: «وكذلك كُل بدعةٍ أُحْدِثت في هذه
الأمّة كان أَولها صغيرًا يُشبه الحَق فاغترّ بذلك من دخلَ فيها، ثم لم يستطِع
الخُروج منها» الفِتن أول ما حَدثت في الأمّة بسَبب التسَاهل مع أهلِ
الإفسَاد، حتى عَاثوا في الأرضِ فسادًا، وغَسلوا أدمِغة الشّباب والعَوام، وحَشوها
من الشَّر حتى حَصلت الفِتن في الإسلامِ، وبين المُسلمين كما هو معلومٌ.
الصفحة 1 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد