قال
المؤلِّف رحمه الله: فانظر - رحمك الله - كل من سمعتَ كَلامه من أهل زَمَانك خاصّة
فلا تَعْجَلَنّ، ولا تَدْخُلَنّ في شيءٍ منه حَتى تسألَ وتنظرَ: هل تكلّم فيه أحدٌ
من أصحابِ النّبي صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم، أو أحدٌ من العُلماء؟ فإن أصبتَ
فيه أثرًا عنهم فتمسَّكْ به، ولا تُجاوزه لشيءٍ، ولا تَخْتَرْ عليه شيئًا فتَسْقُط
في النارِ.
**********
بل يقومُ أناسٌ آخرونَ في بُقعةٍ
ثانيةٍ، أو في بلدٍ آخرَ، يقيّض اللهُ لهذا الدينِ من يَنصره ويَحميه ويُحافظ
عليه.
وجاءَ في الحَديث ([1]) أنه في آخِر
الزمانِ تُتَّخذ السننُ بدعًا والبِدع سننًا، حَتى إذا غُيِّرت يُقال: غُيِّر
الدينُ، وإذا أَنْكرتها قالوا لك: تُنْكر الدينَ!
قوله: «فخالفَ الصّراط المُستقيم فخرَج
من الإسلاَم» يعني أن صَاحب البِدعة يَتَجارى به الأَمْر حَتى يكُون دِينه كله
بِدعًا ويَخرج من الإسلاَم. إذا لم يبقَ في دِينه شيءٌ من السُّنن.
لا تستعجلْ فيما تَسمع من النّاس خصوصًا عند تأخُّر الزمَان، وكَثرة من يتكلّم ويُفتي ويَنتسِب للعِلم والقَوْل، وخصوصًا لما جَدَّتْ وسائلُ الإعلامِ، وصار كلٌّ يَهْذو ويتكلّم باسمِ العِلم وباسمِ الدينِ، حَتى أَهل الضَّلال والفِرَق الضَّالة والمُنْحرفة صَاروا يتكلَّمون باسمِ الدينِ الآنَ في الفَضَائيّات، فالخَطَر عظيمٌ جدًّا.
([1]) أخرجه: الدارمي رقم (185)، والحاكم رقم (8392)، والبيهقي في «الشعب» رقم (6552).
الصفحة 4 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد