وكلَّم مُوسى بكلامٍ سمعَه
مُوسى حينما أرسلَه إلى فِرعون. فاللهُ جل وعلا مَوصوفٌ بالكلامِ، ومن كَلامه
القُرآن الكَريم.
وأما قولُ أهلِ الضَّلال: إن إضَافته إلى الله مِن إضافَة المَخلوق إلى
خَالقه، مثل: نَاقَة الله، وبَيْت الله، فنَقُول: هذا من الافترَاء والتَّلْبيس، فالمُضاف
إلى اللهِ قِسْمان:
الأول: إضافةُ معانٍ.
الثاني: إضافةُ أعيانٍ.
المَعاني: إضَافتها إلى الله إضَافة صِفة إلى موصوفٍ، وهي إضَافةٌ حَقيقية، فهي من
صِفاته؛ كالكَلام، والسمعِ، والبَصَر.
وإضافةُ الأعيَان: كالنَّاقة، والبَيت، هذه إضافةُ مخلوقٍ إلى خَالقه،
وهي إضَافة تشريفٍ.
فهم خَلَطوا بين الأمرَيْنِ ولم يفرِّقوا بينَ هذا وهذا، ولذلك نَصَّ أهلُ
السنةِ والجَماعة على هذه المسألةِ في كُتب العَقائد ليردُّوا على أَهل الضَّلال.
وإذا كان الله ليسَ له كلامٌ كما يَزعمون، فكَيْف يأمرُ ويَنْهى؟ وهذا
مَعناه أنها تتعطَّل الأحكامُ الشَّرْعية، ويَنْهَدم أَصْل الأصُول وهو القُرآن،
فإذا انهدمَ هذا الأَصْل انهدمَ الإسلاَم، ولكن هم يَلُوذُون بالتنزيهِ، ولَيس هذا
هو التنزِيه، هذا تَعطِيل، وفَرْقٌ بين التعطيلِ وبينَ التنزيهِ.
التنزيهُ: هو الذِي ذكرَه اللهُ بقوله: ﴿لَيۡسَ
كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11]، ﴿رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ
وَمَا بَيۡنَهُمَا فَٱعۡبُدۡهُ وَٱصۡطَبِرۡ لِعِبَٰدَتِهِۦۚ هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ
سَمِيّٗا﴾ [مريم: 65]، هذا هو التنزيهُ الذِي ذكرَه اللهُ وهو
نَفْي أن
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد