×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

 يُشبِّه المَخلوقَ بالخالقِ، أو يُساوِيَ المخلوقَ بالخالقِ، هذا هو الذِي ينزِّه اللهَ جل وعلا عنه.

أما نفيُ الصفاتِ: فهذا تعطيلٌ نَاشِئ عن التشبيهِ، فهُم شبَّهوا أولاً ثم عطَّلوا ثانيًا، وليس تنزيهًا، ففرقٌ بين التنزيهِ والتعطيلِ.

جَاءت الأشاعرةُ بشيءٍ عجيبٍ أعجبَ مِن قول الجَهْمِيّة، فقالوا: كَلام اللهِ يَنقسم إلى قِسْمين: معانٍ، وألفاظٍ.

المَعاني: هي كَلام اللهِ، واللهُ يُوصَف بأن له كلامًا وهو المَعنى القَديم القَائم بنَفْسه، أما أنَّ الله يتكلَّم بحَرْفٍ وبصَوْتٍ فهذا مَنْفِيٌّ عِندهم عن اللهِ، ويَقولون هو مَعنى قَائم بنَفْسه سبحانه وتعالى.

وأما اللفظُ: فهو كَلام المَخلوق، أي: هو من كَلام جِبْريل أو مِن كَلام مُحمَّد صلى الله عليه وسلم.

فجَعلوا القُرآن مُكَوَّنًا من شَيْئَيْنِ: من مَخلوقٍ، وغيرِ مخلوقٍ. فلا هُم صاروا مع أهلِ السُنَّة، وقالوا: القُرآن غَير مخلوقٍ، ولا هُم صَاروا مع الجَهْمِيّة وقالوا: القُرآن كُله مَخلوق، كانوا مُذَبْذَبِينَ، مثل مَقالة النَّصَارى في المَسِيح: إنه مُكَوَّنٌ من شَيْئين: من اللاَّهُوت، والنَّاسُوت، ويقولون: اتَّحد اللاهوتُ بالناسوتِ.


الشرح