قوله: «لأن القُرآن مِن الله، وما كان
مِن الله فلَيْس بمَخْلوقٍ» الله جل وعلا بأسمَائه وصِفاته ليس بمَخلوقٍ، فهو
خَالقٌ وغيره مَخْلوقٌ، فلا يُقال: إن الأسمَاء والصِّفات مَخلوقة، لأنها مِن
الله، وما كانَ من الله فهو غَيْر مَخْلُوق، بمَعنى أن اللهَ يُوصَف بها، فاللهُ
بأسمائِه وصِفاته خالقٌ، وما عَدَاه فهو مَخلوقٌ.
قوله: «وهكذا قال مالكُ بن أنسٍ، وأحمدُ
بن حنبلٍ رحمَهم الله» هذا قَول الأئمّة، ومِنهم مالكٌ إمامُ دارِ الهِجْرة،
والإمَام أَحْمَد، الذي عُذِّب عَلى هذا، وأُوذِي رحمه الله وصَبَر، وغَيْرهم من
أئمَّة أهلِ السنَّة، هذا قَوْلهم.
قوله: «ومن قَبْلهما من الفُقَهاء ومن
بَعْدهما» يعني لم يَنفردِ الإِْمام مَالكٌ والإمامُ أحمدُ بهذا، بل قالَ به
من قَبْلهم من الصحَابة والتابعِين وأتباعِ التابعينَ، ومن بَعْدَهم مِمَّن جَاء
بعدَهم من الأئمَّة.
قوله: «والمِراء فيه كُفرٌ» المِراء
في القُرآن هل هو مَخلوق أو غَير مخلوقٍ؟ أو أن الإنسَان يتشكَّك ويَقول: ما
أدرِي، المَسْألة خِلافيّة، كما يَقولونه الآنَ.
فقد ظهرتْ ظاهرةٌ الآنَ؛ يَقولون: المَسألة خِلافية، فنَقول: عندَ
الاختلافِ المُتَّبع الدَّليل، فما تعبَّدْنا بخِلاف الناسِ وأَقْوال الناسِ،
تعبَّدْنا بالدليلِ، فنَعْرِض الخِلاف على الدلِيل، ما قامَ عليه الدَّليل فهو
الحَق، ما خالفَ الدلِيل فهو البَاطل، واللهُ لم يَتركْنا للآراءِ والأقوَال
والخِلاف،
الصفحة 6 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد