قال
المؤلِّف رحمه الله: والإيمانُ بأن الإيمانَ قَوْل وعَمَل، ونِيَّة وإِصَابة، يَزيد
ويَنقص: يزيدُ ما شاءَ اللهُ، ويَنقص حتَّى لا يَبْقَى مِنه شيءٌ...
**********
الإيمانُ في اللُّغة: هو التَّصْدِيق الجَازِم، الذِي معه ائتمانٌ ولا
يَعْتَرِيه شَكٌّ، فيُقال: آمنَ له أَي: صدَّقه، ﴿وَمَآ
أَنتَ بِمُؤۡمِنٖ لَّنَا وَلَوۡ كُنَّا صَٰدِقِينَ﴾ [يوسف: 17] أي:
لستَ بمُصدِّقٍ لنا، ﴿فََٔامَنَ لَهُۥ
لُوطٞۘ﴾ [العنكبوت: 26] يعني: صَدَّق عَمُّه إبراهِيم عليه
الصلاة والسلام.
أما الإيمانُ في الشَّرع: فإنه هو اعتقادٌ بالقَلْب، ونُطْق باللسانِ،
وعَمَل بالجَوَارِح، يزيدُ بالطاعَة ويَنْقُص بالمَعْصِية، لا يكُون الإيمَان إلا
من مَجْمُوع هذه الأشيَاء.
فمن آمنَ بقَلْبِه ولم يُؤمِن بلِسانه لم يَكُن مؤمنًا، لأن اللهَ جل وعلا
قال في الكُفَّار: ﴿قَدۡ نَعۡلَمُ
إِنَّهُۥ لَيَحۡزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَۖ فَإِنَّهُمۡ لَا يُكَذِّبُونَكَ
وَلَٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بَِٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ﴾ [الأنعام: 33]،
وقالَ في فِرْعَوْن: ﴿قَالَ لَقَدۡ
عَلِمۡتَ مَآ أَنزَلَ هَٰٓؤُلَآءِ إِلَّا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ
بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَٰفِرۡعَوۡنُ مَثۡبُورٗا﴾ [الإسراء: 102]
وقال جل وعلا عن الكُفَّار الذِين كَذَّبوا بآياتِه: ﴿وَجَحَدُواْ
بِهَا وَٱسۡتَيۡقَنَتۡهَآ أَنفُسُهُمۡ ظُلۡمٗا وَعُلُوّٗاۚ﴾ [النمل: 14].
فالإيمانُ بالقَلْب لا يَكْفي كما تَقُوله المُرْجِئَة، وليس بإيمَانٍ.
وكذلكَ الإيمانُ باللِّسان أيضًا لا يَكْفي، لأن هَذا إيمانُ المُنافقينَ: ﴿يَقُولُونَ بِأَلۡسِنَتِهِم
مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ﴾ [الفتح: 11].
والإيمانُ بالقَلْب والقَوْل باللِّسان لا يَكفيانِ أيضًا - كما تقولُه بعض
المُرْجِئَة - هذا لا يَكْفِي لابُد من العَمَل بالجَوَارح: فالَّذي يُؤمِن
بقَلْبه وبلِسَانه
الصفحة 1 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد