«ويَنقص بالمَعصية»: لأنَّ الشيءَ
الذِي يزيدُ ينقصُ، وأيضًا جاءَ في الحَدِيث: أن الذِي لا يُنْكِر المُنكَر
بقَلْبِه لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِْيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ ([1]). دلَّ على أن
الإيمَان يضعفُ حتَّى يَصِير مثل حبَّة الخَرْدَل، وجاءَ في الحَدِيث الصَّحِيح أنه:
«يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي
قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى مِنْ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ»
([2])؛ فدَلَّ على أنَّ
الإيمانَ يَضعفُ حتَّى يكونَ مِثل حَبّة الخَرْدَل.
وقال تعالى: ﴿هُمۡ لِلۡكُفۡرِ
يَوۡمَئِذٍ أَقۡرَبُ مِنۡهُمۡ لِلۡإِيمَٰنِۚ يَقُولُونَ بِأَفۡوَٰهِهِم مَّا
لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ﴾ [آل عمران: 167] عندَهم إيمانٌ ضعيفٌ وهم للكُفر
أَقْرب، فدلَّ على أن الإيمانَ يَضْعُف، وحتّى إن صَاحبه يكُون أقربَ إلى الكُفر
والعياذُ باللهِ.
هذا مَعنى قوله: «وينقصُ حَتى لا يَبقى منه شَيءٌ» يَنقص حَتى لا يَبقى منه شَيء وقد يَبقى منه مِقدار حَبة خَردل، وهذه تَنفع صَاحبها يومَ القِيامة يَخرج بها من النارِ، وإذا لم يبقَ حَبة خَردل فإنه يكُون من أهلِ النارِ المُخلدين فِيها.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (50).
الصفحة 3 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد