×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

قال المؤلِّف رحمه الله: وأفضلُ هذه الأمةِ والأمَم كُلها بعدَ الأنبيَاء صَلوات اللهِ عَليهم أَجْمَعين: أبو بكرٍ، ثُم عمرُ، ثم عثمانُ، هكذا رُوِي لنا عن ابنِ عمرَ؛ قالَ: كُنا نَقول ورسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم بين أظهُرنا: إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَيَسْمَعُ بِذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَلاَ يُنْكِرُهُ...

**********

أفضلُ القُرون: القَرن الَّذي بُعِث فيه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُم الّذين يَلونهم، ثُم الّذين يَلونهم، وهي القُرون المُفضلة، وأفضلُ القُرون المُفضلة: هم الصحَابة رضي الله عنهم.

ثم الصّحابة يَتفاضلون أَفضلهم: أبو بكرٍ الصّديق رضي الله عنه، الذِي آمنَ بالرسولِ أوَّل ما جاءَ صلى الله عليه وسلم، وآزرَه ودافعَ عنه، وأنفقَ أموالَه في نُصرته، ولازمَه حتى ماتَ، ثم تولّى الخِلافة من بَعده وقامَ بها أَعظم قِيامٍ، وثبَّت اللهُ به الدينَ، بعدما تَزَلْزَلَت أقدامُ الناسِ بوَفاة الرسُول صلى الله عليه وسلم، ثبّته اللهُ ثباتَ الجبالِ، حَتى ثبّتَ به الأمّة، وردّ به المُرتدين والكُفار، فوطَّد الإسلامَ بعد وَفاة الرسُول صلى الله عليه وسلم، ثم تُوفِّي ودُفِن مع الرسُول صلى الله عليه وسلم، فهو صاحبُه حيًّا وميتًا، وهو صاحبُه في الغَار، وقال تعالى: ﴿إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدۡ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذۡ أَخۡرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثۡنَيۡنِ إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ إِذۡ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ [التوبة: 40] فهو أفضلُ الأمَّة.

ثم يَليه: عمرُ بن الخَطاب رضي الله عنه ثاني الخُلفاء، ثم يَليه: عُثمان رضي الله عنه، ثمّ يَليه: عليٌّ رضي الله عنه، هؤلاء هُم الخُلفاء الأربعَة الراشِدون رضي الله عنهم وأرضَاهم.


الشرح