×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

ثم بَقية العَشرة المُفضلين المَشهود لهم بالجَنة، وهم: الخُلفاء الأَربعة، وسَعد بن أبي وقَّاصٍ، وسَعيد بن زَيد بن عَمرو بن نُفيل، وطَلحة بن عُبيد الله، والزُّبَيْر بن العَوَّام، وأبو عُبيدةَ عَامر بن الجَراح، وعَبد الرَّحمن بن عَوْف؛ فهؤلاء هم العَشرة المَشهود لهم بالجَنة، شهدَ لهم الرسُول صلى الله عليه وسلم بالجَنة، فهم أفضلُ الصّحابة.

قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ» ([1]).

ثمّ من بَعدهم: أصحَاب غَزوة بَدْر، ثُم أصحَاب بَيْعة الرِّضْوان من المُهاجرين والأنصَار، ثم الّذين أَسْلموا وهَاجروا قبل الفَتح، أفضَل من الّذين أَسلموا وهَاجروا بعد الفَتح، فهُم يَتفاضلون رضي الله عنهم، حَسب سَابقتهم في الإسلاَم، ومَقامهم في الإسلاَم، ولهم الفَضيلة العَامة التي لا يَبلغها أحدٌ وهي: الصُّحبة لرسُول الله صلى الله عليه وسلم، والهِجرة، فالمُهاجرون أَفضل من الأَنصار، هذه فضيلةٌ عامةٌ لجَميعهم، لا يَبلغها أحدٌ ممَّن جاءَ بعدَهم، فهُم أَفضل القُرون وخَيْر القُرون رضي الله عنهم وأرضَاهم.

فالَّذي يَطعن فيهم أو يُبغضهم كافرٌ باللهِ، لأن اللهَ أَثْنى عليهم ومَدحَهم واختارَهم لصُحبة نبيِّه مُحمدٍ صلى الله عليه وسلم، فالَّذي يَطعن في الصحَابة أو يُكفِّرهم


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4649)، والترمذي رقم (3747)، وابن ماجه رقم (133)، وأحمد رقم (1629).