ثم أفضلُ
النَّاس بعدَ هَؤلاء: أصحَاب رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، القَرن الأوَّل الذِي
بُعِث فيهم: المُهاجرون الأوَّلون، والأَنْصَار، وهُم مَن صَلى القِبْلَتَيْن..
**********
ولكن أبا بكرٍ والصحَابة ظَلموه
وأخذُوا الخِلافة منه.! هذا تَضليل للأمَّة - والعياذُ بالله - ومخالفةٌ للنصوصِ
الوَاردة في تَرتيب هَؤلاء الخُلفاء.
فالتَرْتيب في الخِلافة مَحَلّ إجماعٍ، أما التَّرتيب في الأَفْضَلِيّة بين
عليٍّ وعثمانَ فهذا مَحَلّ خلافٍ، والصحيحُ: أن عثمانَ أَفْضَل، لأن الصَّحابة
وفيهم عليٌّ رضي الله عنه اختارُوه خليفةً لرسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم،
وعليٌّ موجودٌ، واختيارُ الصَّحابة لعثمانَ دليلٌ على أنه أَفْضل، ويقُول عبد
الرحمنِ بن عَوْفٍ: «رَأَيْتُ النَّاسَ
لاَ يَعْدِلُونَ بِعُثْمَانَ» ([1]) فدلَّ على أنه
أَفْضل.
ثم أفضلُ النَّاس بعد هَؤلاء: عليٌّ، وطَلْحةُ، والزُّبَيْر، وسعدُ بن أبي
وَقّاصٍ، وسَعِيد بن زَيْدٍ، وعبد الرحمنِ بن عَوْفٍ، وأبو عُبيدةَ عَامر بن
الجَرّاح، وكلهم يَصْلُح للخِلافة.
أي: أَفْضَل الصحَابة بعد الخُلفاء
الثلاثَة بَقية العَشرة المُبشَّرين بالجَنة وهم هَؤلاء الذِين ذكرَهم المؤلِّف
رضي الله عنهم.
وقوله: «كلُّهم يَصْلُح للخِلافة» أي: أَصْحَاب الشُّورَى الذِين فوَّضَ إليهم عُمَر رضي الله عنه اختيَار الخَليفة من بَعْدِه، لأن عُمر لما حَضرته الوَفاة جعلَ الشُّورى في اختيارِ الخَليفة يرجعُ إلى هَؤلاء البَاقين، لأن كُل واحدٍ منهم يَصلح للخِلافة فردَّ الأمرَ إليهم فاختارُوا عُثمان رضي الله عنه.
الصفحة 1 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد