×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

قوله: «القَرْن الأوَّل» من القُرون المُفضلة، وهم القَرْن الذِين بُعِث فيهم الرسُول صلى الله عليه وسلم وآمنوا به.

والأصحابُ: جمعُ صَحابيٍّ، والصَّحَابيُّ: من لَقِيَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به، ومَات على ذَلك.

* فالذِي آمنَ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم ولم يَلْقَه ليس صحابيًّا كالنَّجَاشِيِّ، إنما يُعتبَر من التابعينَ.

* والذي لَقِيَه ولم يؤمِن به فهذا ليسَ بصحابيٍّ، لأن المُشركين والكُفار لَقُوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم ولم يُؤمنوا به.

* والذِي لَقِيَه وآمنَ به ثم ارتَدَّ بطلتْ صُحبته، إذا ماتَ على الرِّدَّةِ، أما لو تابَ تابَ اللهُ عَليه، ورجعتْ صُحبته.

ولهذا يقولُ الحَافِظ ابن حَجَرٍ رحمه الله في كتابه «النُّخْبَة» في تَعريف الصحابيِّ: «مَن لَقِيَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به، وماتَ على ذلك، ولو تَخَلَّلَت رِدَّةٌ في الأصحِّ» يعني في أَصَحِّ قَوْلَي العُلماء.

القول الثاني: أنه تَبطُل صُحبته ولو تابَ؛ لأن الرِّدَّة تُبطل الأعمَال التي قَبْلها.

قوله: «القَرْن الأوَّل الذِي بُعِث فيهم: المُهاجرون الأوَّلون، والأنصَار، وهُم من صلَّى القِبْلَتين» المُهاجرون مُقدَّمون في الذِّكْر على الأنصَار، فدلّ على أن المُهاجرين أَفضل، بفَضل الهِجرة في سَبيل اللهِ عز وجل، لأنهم تَركوا أَوطانهم وأموالَهم.


الشرح