وأيضًا هو تكذيبٌ لكتابِ اللهِ فإن اللهَ أثنَى على الصحَابة في القُرآن
العَظيم في آياتٍ منها قَوْله تعَالى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ
ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم
بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ
تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100].
قال تعالى: ﴿لَّقَدۡ رَضِيَ ٱللَّهُ
عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي
قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَثَٰبَهُمۡ فَتۡحٗا قَرِيبٗا﴾ [الفتح: 18].
وقال تعالى: ﴿مُّحَمَّدٞ
رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ
بَيۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ رُكَّعٗا سُجَّدٗا يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ
وَرِضۡوَٰنٗاۖ سِيمَاهُمۡ فِي وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ ذَٰلِكَ
مَثَلُهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِۚ﴾ يعني صِفتهم في التَّوْرَاة، فهم مَذْكُورون في
التَّوْرَاة، كما ذكرَ نَبيّهم مُحمد صلى الله عليه وسلم، ﴿وَمَثَلُهُمۡ
فِي ٱلۡإِنجِيلِ﴾ الذي نزَّل على عِيسى: ﴿كَزَرۡعٍ
أَخۡرَجَ شَطَۡٔهُۥ فََٔازَرَهُۥ فَٱسۡتَغۡلَظَ فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ
يُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِنۡهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمَۢا﴾ [الفتح: 29].
فدلَّ على أنه لا يَغْتاظ من صَحابة رسُول الله، ولا يُبْغِضهم إلا كافرٌ
لقولِه تعَالى: ﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ﴾، فهذه هي عَلامة
الكُفر، فبُغض صحابةِ رسُول الله صلى الله عليه وسلم، كفرٌ ونِفاق والعِياذ
باللهِ.
قوله: «... بِكَلِمَةٍ فَهُوَ صَاحِبُ
هَوًى» أي: إذا تكَلم في تنقُّص الصَحابة بكَلمة واحدةٍ فهو صاحبُ هوًى.
الصفحة 9 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد