فالهَوَى هو الذِي حَمَلَه على هذا، والهَوى هو بُغضهم والحِقد عليهم،
فلذلك تَجِدون شَرّ الناسِ من يَطعن في صَحابة رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم،
وقد افتضحُوا بالكَذب والكَراهية بين النَّاس، فلا يَرَاهُم أحدٌ إلا وهو
يكرَهُهم، لأن اللهَ وضعَ لهم البُغض في الأرض، فلا أحدَ يرى من يُبْغِض صحابةَ
رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم إلا وهو يَجِد في نَفسه بغضًا لهم، وكراهيةً لهم،
نسألُ اللهَ العَافية.
وهذا لا يَضر صَحابة رسولِ اللهِ، ولا يضرّ الإسلاَم، فالصحَابة مَوْفُورٌ
لهم قَدْرُهم وأَجْرُهم، والإسلاَم مُستمرٌّ ويَنتصر وللهِ الحَمْد، وإنما هَؤلاء
يَضُرّون أنفسهم، لكن الخَوْف على من يَقرأ كُتبهم ممَّن ليس عِنده علمٌ، فيَقع في
نَفسه شيءٌ على صَحابة رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، ويتأثَّر بذلك، وكم وقعَ
من فَريسة من أبناءِ المُسلمين بسببِ مُطالعة كُتب هَؤلاء، لأنه إذا قَرأها تأثَّر
بها، ووجدَ في نَفسه بُغضًا لصَحابة رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، أو على
الأَقَلّ يَقِلّ قَدْرُهم عندَه وينقصُون عندَه.
فهذا هو الخَوْف على شَبِيبة المُسلمين، وعلى الذِين لم يتمكَّنوا من
العِلم أن يَتأثروا بهذه الكُتب التي تَطعن في صَحابة رسُول الله، لا سيَّما وأنها
تُنْشَر الآنَ وتُنَمَّق، وتُخرَج في أَحْسَن إخراجٍ من الطِّباعة ومن
التَّجْلِيد، ويُرَوِّجُونها في المَعارِض، يَجِدون ذلك فرصةً لهم ليَنشُروا
ويَشِيعوا الوَقِيعة في صَحابة رسُول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا شكَّ أن الطعنَ في صَحابة رسولِ اللهِ طعنٌ في الرسُول صلى الله عليه
وسلم، كيف يكُون صَحابته من هَؤلاء الذِين وصفُوهم بهذه الأَوصاف القبيحَة، هذا
طعنٌ في الرسُول صلى الله عليه وسلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد