×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

كُل هذه الخَيرات تَحصل: انبساطُ الأمنِ، وطلبُ الرزقِ، وامتدادُ الناسِ في السَّعْي في طَلب الرِّزق بسببِ أَمن الطُّرق، أما إذا كَان هُناك خَوف فالناسُ لا يُسافرون، ولا يَبيعون ولا يَشْرُون خوفًا على أنفسِهم هذه من فَضائلِ الجَماعة، وطَاعة وَلِيِّ الأمرِ، أما الخُروج على وَلِيِّ الأمرِ وشَقّ عَصَا الطاعَة فيَلزم مِنه:

أولاً: تَفريق جَماعة المُسلِمين.

ثانيًا: سَفْك الدِّمَاء بغَيْر حَقٍّ.

ثالثًا: تسلُّط العَدو؛ لأن العَدو يَفرح بهذا، ولذلك تَجِدون الكُفار يَفرحون بانشقاقِ المُسلمين، ويُفرِّقون المُسلمين، ويُساعدون الفِئات الضالَّة ويَمُدُّونها بالسِّلاح، ويَمُدُّونها بالتَّخْطِيط من أَجْل أن تخرجَ على جَماعة المُسلمين، ويَحصل التفرُّق في المُسلمين؛ فيغنمونَ منهم غَنيمةً، كمَا هو الحَاصِل، فهذا كُله نَتيجةٌ لتفرُّق الكَلِمة، ومَعصِية الرسُول صلى الله عليه وسلم، والخُرُوج على وَلِيِّ أَمْر المُسلمين.

الحَاصل: أن مَن ليس له إمامٌ فإنه كالَّذي يعيشُ في الجَاهِلية وإذا ماتَ فمِيتَته جَاهِليَّة. وليس مَعناه أنه يَكْفُر، لكن مَعناه: أنه يَكُون فيه خصلةٌ من خِصال الجَاهِليّة، حيثُ لا يدخلُ تحتَ طاعةِ إمامٍ ويعيشُ الفَوْضَى.


الشرح