قوله: «والنِّفاقُ أَنْ يُظْهَرَ
الإِسْلامُ باللِّسان ويُخْفَي الكفرُ بالضَّمير» هذا تعريفُ النِّفاق
الاعتقاديِّ وهو النِّفاقُ الأَكْبرُ، وهذا لا يجتمع معه الإِيْمانُ ولا يصدر من
مُؤْمنٍ أَبَدًا. واللهُ جل وعلا في أَوَّلِ سُورةِ البَقَرَةِ قسَّم النَّاسَ إِلى
مؤمنين ظاهرًا وباطنًا وإِلى كُفَّارٍ ظاهرًا وباطنًا، وإِلى منافقين يُظْهِرون
الإِسْلامَ في الظَّاهر ويُبْطِنون الكفرَ حيثُ قال سبحانه عن القُرْآن: ﴿الٓمٓ ١ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ
لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ٢ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ
ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ
إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ ٤أُوْلَٰٓئِكَ
عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ٥﴾ [البقرة: 1- 5] هذه
الآياتُ في المُؤْمنين ظاهرًا وباطنًا، وأَمَّا الكفَّارُ ظاهرًا وباطنًا، فقال
الله فيهم: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ
٦خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ
غِشَٰوَةٞۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ ٧﴾ [البقرة: 6- 7] ثم قال - في
الصِّنْفِ الثَّالثِ -: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ
مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ﴾ [البقرة: 8 ] إِلى
قوله تعالى: ﴿يَكَادُ ٱلۡبَرۡقُ
يَخۡطَفُ أَبۡصَٰرَهُمۡۖ كُلَّمَآ أَضَآءَ لَهُم مَّشَوۡاْ فِيهِ وَإِذَآ
أَظۡلَمَ عَلَيۡهِمۡ قَامُواْۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمۡعِهِمۡ
وَأَبۡصَٰرِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾ [البقرة: 20] هذه
كلُّها في المنافقين، وهي بِضْعُ عشرةَ آيةً.
قوله: «ويُخفي الكفرُ بالضَّمير»
الضمير معناه ما يضمره في القلب.
الصفحة 3 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد