فالمسلمُ إِذا شهِد أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وأَنَّ مُحَمَّدًا
رَسُولُ اللهِ حَرُمَ دَمُهُ ومَالُهُ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى
يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي
دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى
اللَّهِ عز وجل » ([1]) فمن أَعْلنَ
الإِسْلامَ ونطَق بالشَّهادتين فإِنَّنا نَقْبَلُ منه ذلك، ونعتبره مسلمًا، ونُجْرِي
عليه أَحْكامَ المسلمين، فإِنْ كان في قلبه نفاقٌ فإِنَّما هذا بينه وبين الله،
اللهُ يُحاسبه، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قَبِلَ إِسْلامَ المنافقين، وأَجْرى
عليهم الأَحْكامَ الظَّاهرةَ.
ولكنَّ من ارتكب ناقضًا من نواقض الإِسْلام فحينئِذٍ يُحْكمُ عليه
بالرِّدَّة، فإِنْ تاب وإِلاَّ قُتِل، حمايةً للدِّين - هذا أَوَّلُ مبيحاتِ دَمِ
المسلم.
والثَّاني: مِن مبيحاتِ دَمِ المسلم: القِصاصُ النَّفسُ بالنَّفس قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِي ٱلۡقَتۡلَىۖ ٱلۡحُرُّ بِٱلۡحُرِّ وَٱلۡعَبۡدُ بِٱلۡعَبۡدِ وَٱلۡأُنثَىٰ بِٱلۡأُنثَىٰۚ فَمَنۡ عُفِيَ لَهُۥ مِنۡ أَخِيهِ شَيۡءٞ فَٱتِّبَاعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيۡهِ بِإِحۡسَٰنٖۗ ذَٰلِكَ تَخۡفِيفٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَرَحۡمَةٞۗ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَلَهُۥ عَذَابٌ أَلِيمٞ ١٧٨وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةٞ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ١٧٩﴾ [البقرة: 178- 179] القِصاصُ يسبِّب الحياةَ - مع أَنَّه قتلٌ -؛ لأَنَّ القاتلَ إِذا عرف أَنَّه سيُقتل أَمْسَكَ عن القَتْل، والنَّاسُ إِذا رَأَوا القاتلَ يُقتَل أمْسكُوا عن القتلِ فتُحْقَنُ بذلك الدِّماءُ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (25)، ومسلم رقم (22).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد