×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا [الأحزاب: 36]، وأَمْثالُ هذه الآياتِ، فالواجبُ عليك: الامتثالُ والتَّسْليمُ والانقيادُ.

«في جُمْلة الأَشْياءِ» يعني في كلِّ الأَشْياءِ، الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم بلَّغ عن الله كلَّ ما يحتاجه النَّاسُ من أُمورِ دِيْنِهم، وبيَّنه، وأَكْملَ اللهُ به الدِّين، ولا خيرَ إِلاَّ دَلَّ أُمَّتَه عليه، ولا شرَّ إِلاَّ حذَّرها منه، وتَرَكَها على البيضاءِ ليلِها كنهارِها لا يَزِيْغُ عنها إِلاَّ هَالِكٌ.

«واسْكُتْ عمَّا سِوى ذلك» هذا كما في الحديث: «إِنَّ اللهَ فَرَضَ فَرَائِضَ فَلاَ تُضَيِّعُوهَا، وَحَرَّمَ أَشْيَاءَ فَلاَ تَنْتَهِكُوهَا، وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ رَحْمَةً بِكُمْ غَيْرَ نَسْيَانٍ فَلاَ تَسْأَلُوا عَنْهَا» ([1]) أَْنتَ لا تسأَل إِلاَّ عن شيءٍ تحتاجه في دِيْنِكَ أَوْ دُنْيَاكَ، و«مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ» ([2])، أَمَّا ما لا تحتاج إِليه فالسُّؤَالُ عنه من الفضول، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن «قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ المَالِ» ([3])؛ فتكون أَسْئِلَتُكَ بقَدْرِ حاجتِك، ولا تسأَلْ عمَّا لا تحتاج.


الشرح

([1])  أخرجه: الدارقطني رقم (4396)، والطبراني في «الكبير» رقم (589).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (2317)، وابن ماجه رقم (3976)، وأحمد رقم (1732).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (1407)، ومسلم رقم (593).