×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

 قوله: «ودخل الجَنَّةَ واطَّلَعَ إِلى النَّار» دخل الجَنَّةَ، ورَأَى ما فيها من النَّعيم، واطَّلَعَ على النَّار ورَأَى ما فيها من العذابِ، لأَنَّ اللهَ يريد أَنْ يُرِيَهُ من آياتِه.

قوله: «ورَأَى الملائِكةَ» رَأَى جِبْرِيْلَ على خِلْقَتِه المَلَكِيَّةِ له ثلاثُمِائَةٍ وسِتُّونَ جَنَاحًا، كلُّ جَناحٍ سَدَّ الأُفُقَ. فالمَلَكُ خِلْقَتُه عظيمةٌ، وجِبْرِيْلُ هو أَعْظمُ الملائِكة، وسَيِّدُ الملائِكة عليه الصلاة والسلام. فرَأَى الملائِكةَ، ورَأَى الرُّسُلَ وهُمْ أَمْواتٌ، جَمَعَهُمُ اللهُ له، واللهُ على كلِّ شيءٍ قديرٌ.

قوله: «ورَأَى سُرَادِقَاتِ العَرْشِ والكُرْسِيَّ» ورَأَى ما حَوْلَ العرشِ، وما حَوْلَ الكُرْسِيِّ، وهُمَا مخلوقان عظيمان أَعْظمَ المخلوقاتِ وما حَوْلَهُمَا.

قوله: «وجميعُ ما في السَّماواتِ في اليَقْظَةِ» هذا رَدٌّ على الذين يقولون إِنَّهُ منامٌ، ولو كان منامًا لمَّا اسْتَنْكَرَهُ الكُفَّارُ، لأَنَّ الرُّؤْيَا لا تُسْتَنْكَرُ، هُمْ اسْتَنْكَرُوا أَنْ يكونَ يقظةً. واللهُ جل وعلا يقول: ﴿بِعَبْدِهِ والعبدُ اسْمٌ للرُّوح والجِسْمِ معًا، فالرُّوحُ وَحْدَهَا لا تُسَمَّى عبدًا، الجِسْمُ وَحْدَهُ بدون رُوْحٍ لا يُسمَّى عبدًا، فلا يُسمَّى عبدًا إِلاَّ للجِسْمِ والرُّوْحُ معًا.

قوله: «حَمَلَهُ جِبْرِيْلُ على البُرَاقِ» البُرَاقُ دَابَّةٌ.

قوله: «وفُرِضَتْ عليه الصَّلواتُ الخمسُ تِلْكَ اللَّيلة» وهذا دليلٌ على عِظَمِ هذه الصَّلواتِ الخمسِ، أَنَّها فُرِضَتْ على الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم في السَّماءِ بَيْنَهُ وبينَ اللهِ بدون واسطةٍ، خلافُ بَقِيَّةِ الشَّرائِع فإِنَّها كانتْ تنزل على الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم في الأَرْضِ بواسطةِ جِبْرِيْلَ عليه السلام. فهذا يدلُّ على عِظَمِ قَدَرِ هذه الصَّلواتِ الخمسِ عند اللهِ عز وجل.


الشرح