×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

هذا من الغِشِّ، فالنَّصيحةُ: أَنْ تُؤَدِّيَ إِليهم النَّصيحةَ منك إِليهم، هذه هي النَّصيحةُ لوَلِيِّ الأَمْر.

وكذلك من النَّصيحةِ لوَلِيِّ الأَمْرِ: القيامُ بالعمل الذي يُوَلِّيكَ عليه، وظيفةً، أَوْ رِئَاسةً، أَوْ غيرَ ذلك من أُمور الدِّين والدُّنْيا؛ بأَنْ تقومَ بالعمل الذي وَلاَّكَ عليه وَلِيُّ الأَمْر، خيرَ قيامٍ، ولا تنقصْ منه شيئَا، وإِذا رَأَيْتَ خَلَلاً تُبلِّغُ وَلِيَّ الأَمْر فيما بينك وبينه، تُبلِّغُه بالخَلَلِ من أَجْلِ أَنْ يَتَلاَفَاهُ. هذا من النَّصيحة.

ومن النَّصيحة لوُلاةِ الأُمور: الدُّعاءُ لهم بالصَّلاح؛ لأَنَّهم إِذا صلحوا صلحتِ الرَّعِيَّةُ، وتدعو لهم. فإِذا رَأَيْتَ الرَّجُلَ طالبَ العلم لا يدعو لهم أَوْ يستنكر الدُّعاءَ لهم فاعلمْ أَنَّه غاشٍّ وليس ناصحًا لوَلِيِّ الأَمْر.

والنَّصيحةُ «لعامة المسلمين» أَنْ ترشدَهم إِلى الصَّواب، وتُحذِّرَهم من الأَخْطاءِ، وأَنْ تَأْمُرَ بالمعروف وتنهى عن المنكر، وأَنْ تُعلِّمَ الجاهلَ، وتُذكِّرَ الغافلَ، وتَوَدَّ له من الخير ما تَوَدُّه لنفسِك، والعطفُ على الفقيرِ، والصدقةُ على المُحْتاج. هذا من النَّصيحة.

وكذلك يبذل المشورةَ الطَّيِّبَةَ لمن اسْتَشَارَهُ، وحِفْظُ الأَسْرارِ لمَن اسْتَأْمَنَه، حِفْظُ الودائِع، يكون ناصحًا من جميع الوُجوه، والنَّصيحةُ في البيعِ والشِّراءِ، لا يَغِشُّ ولا يَخْدَعُ.

هذه هي النَّصيحةُ باخْتِصارٍ، فمَن لم يكنْ كذلك فإِنَّه غاشٍّ، وقد قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا».


الشرح