ولا ثوابَ فيها، بل فيها
الإِثْمُ، لأَنَّها بِدْعةٌ، والبِدْعةُ تُبْعِدُ عن اللهِ ولا تُقَرِّبُ إِلى
اللهِ عز وجل.
قوله: «واعلمْ أَنَّ أَوَّلَ الإِسْلام
شهادةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وأَنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورَسُولُه» هذا
الرُّكْنُ الأَوَّلُ، وهو المدخلُ، ثم يأتي بعده الصَّلاةُ، ثم يأتي بعده
الزَّكاةُ، ثم صومُ رَمَضَانَ، ثم حجُّ بيتِ اللهِ الحرامِ، ثم بقيَّةُ شرائِعِ
الدِّين كلُّها تابعةٌ للشَّهادتين: شهادةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وأَنَّ
مُحَمَّدًا رَسُولُ الله.
قوله: «وأَنَّ ما قال الله كما قال، ولا
خُلْفٌ لما قال، وهو عند ما قال» ما قال اللهُ جل وعلا فإِنَّه كما قال لا
يتطرَّق إِليك شكٌّ أَبدًا، قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَنۡ
أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ حَدِيثٗا﴾ [النساء: 87]، ﴿وَمَنۡ
أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلٗا﴾ [النساء: 122]، أَيْ: لا أَحدٌ أَصْدقُ من اللهِ سبحانه
وتعالى، وإِذا وَعَدَ سبحانه وَعْدًا فإِنَّه لا يُخْلِفُه ﴿وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ
ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [الروم: 6]، فإِذا
وَعَدَ فإِنَّه لا يُخْلِفُ وَعْدَه، وإِذا توعَّد فقد يعفو سبحانه وتعالى، فرقٌ
بين الوَعْدِ والتَّوعُّدِ، الوعدُ: لا يتخلَّف أَبدًا، وأَمَّا التَّوعُّدُ:
فاللهُ جل وعلا قد يعفو ويسمح وقد لا يُوقِعُ الوعيدَ رحمةً منه سبحانه، وفضلاً
منه سبحانه وتعالى.
قوله: «والإِيْمانُ بالشَّرائِع كلِّها»
يجب الإِيْمان بالشَّرائِع التي أَنزلها اللهُ على رُسُلِه كلِّها، إِجْمالاً في
الإِجْمال وتفصيلاً في التَّفْصيل ﴿قُولُوٓاْ
ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِۧمَ
وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ
وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ
أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ﴾ [البقرة: 136].
الصفحة 4 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد