ويستمعْ إِليهم، وينظرْ في
الفِتَن، لا يَأْمنْ على نفسه، «قُلُوبُ
الْعِبَادِ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ» ([1]) لا يَأْمَنْ على
نفسه، والخليلُ عليه السلام يقول: ﴿وَإِذۡ قَالَ
إِبۡرَٰهِيمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنٗا وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن
نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ ٣٥رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ
فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ وَمَنۡ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣٦﴾ [إبراهيم: 35- 36]،
فالإِنْسانُ لا يَأْمَنُ على نفسه الفِتْنةَ وسوءَ الخاتمة ولو كان من أَصْلَحِ
النَّاس، ولا يَقْنُطُ من رحمة اللهِ ولو كان من أَكْفَرِ النَّاس، فقد يَمُنُّ
اللهُ عليه بالتَّوبة فيموت على الإِسْلام فيدخلُ الجَنَّةَ، لأَنَّه ما دام على
قَيْدِ الحياةِ فإِنَّه مُعرضٌ لهذا وهذا، فالأَعْمالُ بالخواتيم.
قوله: «ويحسن ظَنَّه بالله، ويخاف
ذنوبَه» يحسن ظَنَّه بالله ولا يَقْنُطُ من رحمةِ الله.
«ويخاف ذنوبَه» يعني لا يرجو رجاءً ليس معه خوفٌ، بل يجمع بين الخوف والرَّجاءِ، ﴿إِنَّهُمۡ كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ وَكَانُواْ لَنَا خَٰشِعِينَ﴾ [الأنبياء: 90]، هؤُلاءِ أَنْبياءٌ وكانوا يُسارعون في الخيرات، ويدعون اللهَ ﴿رَغَبٗا﴾ يعني: طمعًا في ثوابِه، ﴿وَرَهَبٗاۖ﴾: أَيْ: خوفًا من عقابِه، فالأَنْبياءُ يجمعون بين الخوف والرَّجاءِ، لا يَأْخُذُونَ جانبًا ويتركون الجانبَ الآخَرَ، لا يَأْخُذُونَ جانبَ الرَّجاءِ ويتركون جانبَ الخوفِ، ولا يَأْخُذُونَ جانبَ الخوفِ ويتركون جانبَ الرَّجاءِ.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2654).
الصفحة 3 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد