بمجموعِ طُرُقِه ورواياتِه
الكثيرةِ، قد خرَّجه الأَئِمَّةُ وأَثْنَوا عليه، والواقعُ يُصدِّقُه، حيث
أَخْبَرَ صلى الله عليه وسلم أَنَّ هذه الأُمَّةَ المحمديَّةَ ستفترق على ثلاثٍ
وسبعين فِرْقةً.وهذه أُصولُ الفِرَق، وهناك أَكْثرُ من هذه الفِرَق، لكنَّ هذه
أُصولُها، كلُّها في النَّار، يعني اثنتين وسبعين كلُّها في النَّار، إِلاَّ
واحدةً، وهي الثَّالثةُ والسَّبْعون وهي من كان على مثل ما كان عليه الرَّسُولُ
صلى الله عليه وسلم وأَصْحابُه، فهذه ناجيةٌ من النَّار، ولذا تُسمَّى الفِرْقةَ
النَّاجيةَ، ويُسمُّون أَهْلَ السُّنَّةِ والجماعةِ، وما عداهم فهُمْ مخالفون،
ومتوعَّدون بالنَّار، فمنهم من يدخل النَّارَ لكفره، ومنهم من يدخل النَّار
لفسقِه، ومنهم من يدخل النَّار لمعصيتِه.، ليسوا سواءً في دخولهم النَّار. فلا
يُؤْخَذُ من هذا الحديثِ أَنَّ هذه الفِرَقَ كلَّها كافرةٌ.
قوله: «وَهِيَ الْجَمَاعَةُ» الجماعة: من كان
على الحقِّ ولو كان واحدًا هذا هو الجماعةُ، أَمَّا الكثرةُ وحدها فلا تدلُّ على
الحقِّ، قال تعالى: ﴿وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ يُضِلُّوكَ عَن
سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا
يَخۡرُصُونَ﴾ [الأنعام: 116]، وقال تعالى: ﴿وَمَآ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوۡ حَرَصۡتَ بِمُؤۡمِنِينَ﴾ [يوسف: 103]، ﴿وَمَا
وَجَدۡنَا لِأَكۡثَرِهِم مِّنۡ عَهۡدٖۖ وَإِن وَجَدۡنَآ أَكۡثَرَهُمۡ
لَفَٰسِقِينَ﴾ [الأعراف: 102]، فليستِ العِبْرَةُ بالكثرةِ، العبرةُ بمن كان على الحقِّ
ولو كانوا قليلين، ولو كان واحدًا فهو الجماعةُ.
الصفحة 4 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد