فيها مُحاورةٌ ومراجعةٌ،
يريد أَنْ يُقْنِعَهم، لكنَّهم لمَّا رَأَوا أَنَّهم لم يدركوا شيئًا بالحُجَّة
قفزوا عليه باللَّيل والنَّاسُ نيامٌ، وقتلوه رضي الله عنه، لمَا رَأَوا أَنَّ
شُبَهاتِهم داحضةٌ ولا قبولَ لها؛ انتهزوا الفُرْصةَ في غفلةٍ، وأَغْلَبُ النَّاس
في الحجِّ والنَّاسُ في المَدِيْنَةِ كانوا نائِمين وآمنين، على أَنَّ المسأَلةَ
فيها محاورةٌ ومراجعةٌ؛ قفزوا عليه في الليل قبَّحهم اللهُ، في بيتِه، وقتلوه،
شهيدًا رضي الله عنه، وهو يتلو القُرْآنَ ومعه مصحفٌ حتى سال دَمُهُ على المصحف
رضي الله عنه. فحينئِذٍ حدثت الفِتْنَةُ، وادَّعَى هذا الخبيثُ أَنَّ الخلافةَ
لعَلِيٍّ وأَنَّها ليستْ لأَبِي بَكْرٍ ولا لعُمَرَ ولا لعُثْمَانَ، وإِنَّما هي
لعَلِيٍّ وأَنَّ عَلِيًّا هو وَصِيُّ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وأَنَّ
هؤُلاءِ ظلموا الخلافةَ وأَخَذُوهَا اغتصابًا من عَلِيٍّ. والعجبُ أَنَّ عَلِيًّا
ما ادَّعَى هذا، ولا طالب بالخلافة، ولا قال أَنَا أَحقُّ بها، بل كان مبايعًا
وسامعًا ومطيعًا لإِخْوانِه الخلفاءِ الرَّاشدين رضي الله عنهم جميعًا، عند ذلك
حصلتْ الفتنةُ بين المسلمين وحصل القتالُ بين المسلمين بسببِ هذا الخبيثِ الذي
انْدَسَّ في صفوف المسلمين، ولكنَّ اللهَ خيَّب ظنَّه، صحيحٌ أَنَّه حصل على
المسلمين مِحْنَةٌ قُتِلَ منهم مَن قُتِلَ، لكنَّه ما عمل شيئًا بالإِسْلام،
الإِسْلامُ ولله الحمدُ بقي عزيزًا وقائِمًا ولم ينلْ منه شيئًا، وما أَدْرَكَ
هُوَ واليَهُودُ شيئًا من هذا الدِّيْنِ والحمدُ لله. نعم حصل على الصَّحابة بعضُ
المصيبة والفتنةِ والقتلِ لكنَّ هذا في سبيل الله رضي الله عنهم وأَرْضاهم، ولم
يحصل هذا الخبيثُ على طائِلٍ والحمدُ لله.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد