قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: فصارت السُّنَّةُ وأَهْلُ السُّنَّةِ مكتومين وظهرتِ البِدْعةُ
وفشتْ، وكفروا من حيث لا يعلمون من وجوهٍ شتَّى، ووضعوا القياسَ، وحملوا قُدْرَةَ الرَّبِّ
وآياتِه وأَحْكامَه وأَمْرَهُ ونَهْيَهُ على عقولهم وآرائِهم فما وافق عقولَهم قَبِلُوهُ،
وما خالف عقولَهم رَدُّوهُ فصار الإِسْلامُ غريبًا، والسُّنَّةُ غريبةً، وأَهْلُ السُّنَّةِ
غُرَباءُ في جَوْفِ دِيارِهم.
**********
قوله: «فضلَّ الجُهَّالُ والرُّعاعُ ومن
لا علمَ عنده» ضلَّلوا الجُهَّالَ والرُّعاعَ ومن لا علم لهم، أَمَّا أَهْلُ
الحقِّ، وأَهْلُ العلمِ فإِنَّهم لا يتأَثَّرون بهذه الفِرَقِ، وهذه الضَّلالاتُ؛
لأَنَّهم يعرفون أَنَّها باطلٌ.
قوله: «وأَطْمَعُوا النَّاسَ في شيءٍ من
أَمْرِ الدُّنْيا، وخوَّفوهم عقابَ الدُّنْيا» كذلك من أَسْبابِ فِتْنَتِهم
أَنَّهم يُعطون أَتْباعَهم شيئًا من الطَّمَع.
قوله: «فأَتْبَعَهم الخلقُ على خوفٍ في
دِيْنِهم، ورغبةٍ في دُنْياهم» كثيرٌ من النَّاس يحبُّون الدُّنْيا فيتَّبعون
من يبذل شيئًا من المال ولو كان على باطلٍ طمعًا في المال.
قوله: «فصارت السُّنَّةُ وأَهْلُ
السُّنَّةِ مكتومين وظهرت البِدْعةُ وفشت» بعد أَنْ كان أَهْلُ السُّنَّةِ
ظاهرين في القرون المفضَّلةِ، وأَهْلُ الشرِّ مكبوتين انقلب الأَمْرُ؛ وصار أَهْلُ
السُّنَّةِ مكبوتين، وأَهْلُ الباطلِ ظاهرين لكنَّ هذا لا يدوم، وإِنْ ظهر أَهْلُ
الباطلِ في فَتْرَةٍ فسينحطون في المستقبل ويتكسرون في المستقبل، والعاقبةُ
للمتَّقين دائِمًا وأَبدًا، والإِمامُ ابنُ القَيِّمِ رحمه الله يقول:
والحقُّ منصورٌ ومُمْتَحَنٌ فلاَ **** تعجبْ فهَذِي
سُنَّةُ الرَّحْمَنِ
الصفحة 1 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد