أَيْ: صفتُهم في
التَّوْرَاةِ ﴿وَمَثَلُهُمۡ﴾ أَيْ: صفتُهم ﴿فِي ٱلۡإِنجِيلِ كَزَرۡعٍ
أَخۡرَجَ شَطَۡٔهُۥ فََٔازَرَهُۥ فَٱسۡتَغۡلَظَ فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ
يُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ﴾ [الفتح: 29]، هذه
الآياتُ في الصَّحابة رضي الله عنهم تدلُّ على فضلهم ومكانتِهم عند اللهِ وعند
رَسُولِه صلى الله عليه وسلم، وهُمْ يتفاضلون فيما بينهم، فالخلفاءُ الأَرْبعةُ هم
أَفْضلُ الصَّحابة، ثم بقيَّةُ العشرة المبشَّرين بالجَنَّة، ثم المهاجرون؛ لأَنَّ
اللهَ قدَّمهم في الذِّكْر على الأَنْصار، ولأَنَّهم تركوا دِيارَهم وأَمْوالَهم
وأَوْطانَهم لله عز وجل، وهاجروا في سبيل الله، فهُمْ أَفْضلُ من الأَنْصار، ثم
الأَنْصارُ رضي الله عنهم لأَنَّهم قاموا بإِيْوَاءِ الرَّسُولِ، وإِيْواءِ
المسلمين ومناصرتِهم، ووَاسُوهُمْ بأَمْوالِهم، وتَأَلَّفُوا معهم وأَحبُّوهُمْ،
وأَصْحابُ بَدْرٍ الذين شهدوا بَدْرًا أَيْضا لهم فضيلةٌ ومزيَّةٌ، وأَصْحابُ
بَيْعَةِ الرِّضْوان قال تعالى: ﴿لَّقَدۡ
رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ
فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَثَٰبَهُمۡ
فَتۡحٗا قَرِيبٗا﴾ [الفتح: 18]، ثم الذين أَسْلموا قبلَ الفتحِ أَفْضلُ من
الذين أَسْلموا بعد الفتحِ - فتحِ مَكَّةَ - فهم يتفاضلون بينهم، لكنْ هُمْ في
الجُمْلةِ أَفْضلُ من غيرهم من جميع الأَجْيالِ إِلى أَنْ تقومَ السَّاعةُ لا
أَحدٌ يُساويهم.
قوله: «وَصيَّةُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فيهم» أَيْ: وصيَّةُ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم بالأَنْصَارِ، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُحِبُّ الأَْنْصَارَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُبْغِضُهُمْ إِلاَّ مُنَافِقٌ» ([1]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3572)، ومسلم رقم (75).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد