×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

 وتَأتي أهميتُه من قِدَمِه فهو من كُتب السلفِ الأقدمينَ الذين عاصرُوا الأئمةَ الكِبار، وأخذُوا عنهم، ورَووا عقيدتَهم الصافِية، فرحمه الله من إمامٍ جَليل!

ومَعنى «شَرح»: أي: بيَان، ليس مَعناه أنه يشرحُ كتابًا معينًا، أو يُفسر كتابًا معينًا، وإنما مَعناه أنه يوضِّح طريقةَ السنّة، هذا مَعنى «شَرح السنَّة».

كُتَّاب الأوائلِ يُسَمُّون كتبَ العَقيدة بـ«السنَّة» مِثل هذا الكِتاب، ومِثل «السنَّة» للإمامِ أحمدَ، و«السنَّة» لابنِه عبدِ اللهِ، و«السنَّة» للأَثْرَم، و«شَرح أصولِ اعتقادِ أَهْل السنَّة والجَماعة» للاَّلكَائِيِّ.

وكذلك يسمُّونها «الإيمَان»، فيُوضع في بَعض الكتبِ كتابٌ يُسمَّى «كِتاب الإيمَان»، كما هو موجودٌ في «صَحيح البُخاريّ، ومُسلم»، يَعْقِدون كتابًا ويسمُّونه كِتاب الإيمَان، ويُورِدون فيه ما يَختص بالعقيدةِ: من الإيمَان باللهِ، ومَلائكته، وكُتبه، ورُسله، واليَوم الآخِر، والقَدَر خيرِه وشرِّه، فيُسَمُّونها «الإيمَان».

وقد يسمُّونها «الشريعَة»، ككتاب «الشريعَة» للإمامِ الآجُرِّيِّ الشافعيِّ.

وقد يسمُّونها «التَّوحِيد»، مثل «كِتاب التَّوحِيد» لابن خُزَيْمَة، وكُتب التوحِيد المَعروفة، وتُسمَّى «العَقيدة» وهو ما يَعتقده القلبُ، ويَدِين به ويَجْزِم به.

وهذه الأسماءُ كُلها لا اختلافَ بينها، فهي أسماءٌ متعددةٌ لشيءٍ واحدٍ، فهذه من المُتَرادِفَات، ولا مُشَاحَّةَ في الأسماءِ، إذا عُلِم المرادُ، فليسَ هذا مِن الاختلافِ، وإنما هذا مِن الاصطلاحِ، وكُل اصطلاحٍ له وجهٌ،


الشرح