كما قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ
اللهَ لاَ يَقْبِضُ هذا الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ صُدُورِ
الرِّجَال، وإنَّمَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِمَوْتِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ
يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا
بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» ([1]).
وقالَ صلى الله عليه
وسلم: «لاَ يَأْتِي زَمَانٌ إلاَّ وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ» ([2]) فكلَّما تأخَّرَ
الزَّمانُ انقَرَضَ العُلماءُ إلى أن تَقُومَ السَّاعةُ، فلسنا بِغِنًى عنْ هذِهِ
الثَّروةِ والحَصيلَةِ العَظيمَةِ الَّتي خَلَّفَها لنا سَلَفُنا وأئِمَّتُنا،
وحسْبُنا أن نَرْجِعَ إليها، وأن نَأْخُذَ منْها ما يُوافِقُ كتابَ اللهِ، وسُنَّةَ
رسولِنا صلى الله عليه وسلم.
وحَسْبُ الجاهِلِ أن
يَسْأَلَ العَالِمَ، قال تَعالى: ﴿فَسَۡٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [النحل: 43].
فالجاهِلُ لا يَصْلُحُ
أن يَسْتَقِلَّ بنَفْسِه، أو يعْتَدَّ بنَفْسِه؛ بل يسْأَلُ أهْلَ العِلْمِ،
ويأْخُذُ ما أَفْتَوْهُ بِه، ﴿فَسَۡٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [النحل: 43].
هذا، ونسْأَلُ اللهَ
سبحانه وتعالى أن يُوَفِّقَنا جَميعًا للعِلْمِ النَّافِعِ والعمَلِ الصالِحِ.
وصلَّى اللهُ
وسلَّمَ وبارَك على نبيِّنا محمَّدٍ وآلِه وصحبِه أجْمعينَ.
المؤلف
***
([1])أخرجه: البخاري رقم (100)، ومسلم رقم (2673).
الصفحة 9 / 380