ورُوِيَ عنْه، أنَّه قالَ: «كُلُّ أَمْرٍ ذِي
بَالٍ لاَ يُبْدَأُ فيهِ بِبِسْمِ اللهِ فَهُوَ أَبْتَرُ» ([1]).
وفي رواية: «لاَ
يُبْدَأُ فيهِ بالحَمْدِ للهِ» ([2]).
فالبَدَاءَةُ بـ «بسم
الله الرّحمن الرّحيم» سنةٌ متَأَكِّدَةٌ، ومعناها: الاستعانَةُ والتَّبَرُّكُ
باسْمِ اللهِ سبحانه وتعالى، فهِيَ كلِمَةٌ عظيمةٌ.
فالجارُّ
والمَجْرُورُ«بسمِ اللهِ»: مُتَعلِّقٌ بمَحذوفٍ تقديرُه: أَسْتعينُ باسْمِ اللهِ،
أو أَتَبَرَّكُ باسمِ اللهِ.
واسمُ «الله»
مُفْردٌ يعمُّ كلَّ أسْماءِ اللهِ سبحانه وتعالى؛ لأنَّ المُفْرَدَ إذا أُضِيفَ يعُمُّ،
فاسمُ اللهِ يشْمَلُ جميعَ أسماءِ اللهِ جل وعلا.
و«اللهُ»:
عَلَمٌ على ذاتِه سبحانه وتعالى، لا يُسَمَّى به غيرُه، فلا يَتَسَمَّى به أحَدٌ،
أو أحد سُمِّيَ بهذا الَّلفْظِ «الله» إلاَّ ربُّ العالمينَ سبحانه وتعالى،
ومعناهُ: ذو الألُوهيَّةِ، أي: العبوديَّةَ؛ لأنَّه المُسْتَحِقُّ للعبادةِ سبحانه
وتعالى.
و«الرّحمن
الرّحيم»، اسْمانِ عظيمانِ منْ أسْمائِهِ سبُحانَه، يَتَضمَّنانِ الرَّحمَةَ،
وهي صفَةٌ منْ صفاتِ اللهِ جل وعلا، و«الرَّحمَنُ» رحمَةٌ عامَّةٌ للخَلْقِ، و«الرَّحيمُ»
رحْمَةٌ خاصَّةٌ للمُؤْمنينَ.
«الحمد لله»، بدأَ المُصَنِّفُ بالأمْريْنِ: ببسمِ اللهِ، وبالحَمْدِ للهِ، لكنَّ البَداءَةَ ببسْمِ اللهِ بداءَةٌ حقيقيَّةٌ؛ والبداءَةُ بالحمْدِ للهِ بداءةٌ نِسْبِيَّةٌ، وذلكَ عمَلاً بالرِّوايتيْنِ.
([1])أخرجه: النسائي في «الكبرى» رقم (10331)، وأحمد رقم (8712).