و«الحمدُ»
هو: الثَّناءُ علَى المُنْعِمِ سبحانه وتعالى.
والحمْدُ يكونُ بهذا
اللَّفْظِ، كما قالَ اللهُ جل وعلا: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2].
[الكهف: 1] ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ
أَنزَلَ عَلَىٰ عَبۡدِهِ ٱلۡكِتَٰبَ وَلَمۡ يَجۡعَل لَّهُۥ عِوَجَا﴾.
﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ
ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَ﴾ [الأنعام: 1].
﴿وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدٗا وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِي ٱلۡمُلۡكِ﴾ [الإسراء: 111].
فجاء بلفظ «الحمد
لله»؛ فيبدَأُ بها في الكُتُبِ والخُطَبِ والمُحاضراتِ.
أمَّا البَداءَةُ
بقوْلِ: إنَّ الحمْدَ للهِ نحْمَدُه ونَسْتَعينُه...، كما ورَدَ في خُطْبَةِ
الحاجَةِ، فهذا إنَّما وردَ في خُطبةِ الحاجةِ خاصَّةً، ولم يرِدْ في جميعِ
الخُطَبِ؛ فالَّذي وردَ في خُطَبِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم أنَّه يبدأُهَا بـ
«الحمْدِ للهِ»، كما هُو في القُرآنِ العَظيمِ، فكلُّ الألْفاظِ الَّتي جاءَتْ في
القُرآنِ بلفْظِ «الحمْدُ للهِ»، فيَنبَغِي للخُطَباءِ أن يَتَقَيَّدوا بهذا.
فالحَمْدُ هو: الثّناءُ على
المُنعِم، والألِفُ واللاَّمُ للاسْتِغْراقِ، أي: جميع المحامِدِ للهِ جل وعلا.
فالَّذي يَسْتحِقُّ
الحمْدَ مُطْلقًا هو اللهُ جل وعلا؛ لأنَّه هو المُنعِمُ بجميعِ النِّعَمِ،
فيَستَحِقُّ الحمْدَ المُطْلقَ، فكلُّ المَحامِدِ له سبحانه وتعالى؛ لأنَّ جميعَ
النِّعَمَ منْه سبحانه وتعالى.
أمَّا المَخْلوقُ فهو يُحْمَدُ على قدْرِ ما يجْرِي على يديْه منَ الخَيْرِ، لكنَّ الحمْدَ المُطْلَقَ للهِ عز وجل، فلا يجوزُ أن تقولَ: الحمدُ لفلانٍ.