×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

والله جل وعلا يحمَدُ لذاتِه، ويحمَدُ لأسْمائِه وصِفاتِه، ويحمَدُ لأفْعالِه سبحانه وتعالى.

«ربِّ العالمينَ»، الرَّبُّ هو: المَالِكُ، والسَّيَّدُ، والمُصْلِحُ، والمُرَبِّي للعالمينَ بِنِعَمِهِ سبحانه وتعالى، يُرَبِّيهِمُ التَّربيَةَ البَدنيَّةَ، والتَّرْبيَةَ المَعْنويَّةَ، يُرَبِّي قُلُوبَهم بالعِلْمِ والإيمانِ، ويُرَبِّي أبدانَهُم بالرِّزْقِ والمَآكِلِ والمَشارِبِ، فهُوَ الَّذي يُرَبِّي العالمِينَ ويُصْلِحُهم سبحانه وتعالى، ويَدْفَعُ عنْهم ما يَضُرُّهُم.

و«العالَمينَ»، جمْعُ عالَمٍ، وهو: كلُّ ما سِوَى اللهِ جل وعلا.

والعوالِمُ مُخْتَلِفَةٌ: عالَمُ الجِنِّ، عالَمُ الإنسِ، عالَمُ المَلائِكَةِ، عالَمُ الطَّيرِ، عالَمُ الدَّوابِّ، عالَمُ البَرِّ والبَحْرِ، كلُّ الكَوْنِ عَوالِمُ لا يُحْصيها إلاَّ اللهُ سبحانه وتعالى.

وكلُّ هذهِ العَوالِمِ ربُّها هو اللهُ سبحانه وتعالى، الَّذي خلَقَها، والَّذي رَزَقَها، والذي يتَولاَّها ويُصْلِحُها ويُغَذِّيها ويَرْزُقُها.

«أفْضَلُ ما يَنبَغِي أن يحْمَدَ« أي: أكْمَلَ الحمْدِ.

و«أفضَلُ»: مَنصوبٌ على أنَّهُ صفَةُ المَصْدَرِ، أي: حمْدًا أفضَلُ، فهو صفَةٌ لمَوْصوفٍ مَحذوفٍ، أي: أحمَدُه سُبحانَه حمْدًا أفضَلَ الحمْدِ، وأكمَلَ الحمْدِ.

و«أن يحمَدَ»: أن وما دخَلَتْ عليهِ في تأويلِ مَصْدرِ، فمعناهُ: أفضَلُ الحمْدِ، وأكمَلُ الحمْدِ لهُ سبحانه وتعالى.

«حمْدًا لا يَنفَدُ» يعني: لا ينتَهي؛ لأنَّ نِعَمَه سبحانه وتعالى لا تنتَهي، فكذلِكَ حَمْدُهُ جل وعلا والثّناءُ عليهِ لا يَنتَهي أبَدًا، حمْدًا يدُومُ بدوامِ نِعَمِه سبحانه وتعالى.


الشرح