×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

وصلّى الله وسلَّمَ على أفْضَلِ المُصْطَفَيْنَ محمّدٍ.

****

  «وصلّى اللهُ وسلّمَ» الصَّلاةُ لغَةً: الدُّعاء ([1]).

ومعْنَى «صلَّى اللهُ»: أثْنَى اللهُ جل وعلا في المَلإَِ الأعْلَى. فالصَّلاةُ منَ اللهِ ثَناؤُه على محمّدٍ صلى الله عليه وسلم في المَلإ الأعْلَى، يعني: في السَّماواتِ.

والمَلائِكَةُ تُصَلِّي على مُحمَّدٍ، بمَعْنى أنَّها تَسْتَغْفِرُ لهُ، والآدَمِيُّونَ يُصَلُّونَ علَى مُحمَّدٍ، بمعْنَى أنّهم يَدْعونَ له.

فالصَّلاةُ منَ اللهِ جل وعلا: ثَناؤُه علَى عَبْدِه في المَلَأِ الأعْلَى، ومنَ المَلائِكَةِ: الاسْتغْفارُ، ومنَ الآدميينَ: الدُّعاءُ، وهذا هو الصَّحيحُ، كمَا وَرَدَ في «صَحيحِ البُخاريِّ» ([2]) عنْ أبي العَاليَةِ، رحمه الله.

قال الله جل وعلا: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا [الأحزاب: 56].

والصَّلاةُ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، تارةً تكونُ واجبةً، وتارةً تكونُ مُسْتحبَّةً، فتَجِبُ في التَّشهُّدِ في الصَّلاةِ، وتَجِبُ في الخُطَبِ؛ خُطَبِ الجُمَعِ والعِيدَيْنِ والاسْتسقاءِ، ولا تَخْلُو الخُطْبَةُ منَ الصَّلاةِ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وتتأَكَّدُ الصَّلاةُ عليهِ عندَ ذِكْرِه،.

وقد جاءَ أنَّه قالَ: «الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، ثُمَّ لَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ» ([3]).

وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» ([4]).


الشرح

([1])انظر: «المصباح المنير» (ص: 473).

([2])أخرجه: البخاري (6/ 151).

([3])أخرجه: الترمذي رقم (3546)، وأحمد رقم (1736)، والحاكم رقم (2015).

([4])أخرجه: مسلم رقم (384).