أو غُمِس فيه يد
قائم من نوم ليل ناقض لوضوء، أو كان آخر غَسْلةٍ زالت النّجاسة بها؛ فطاهرٌ.
****
قد قالَ صلى الله
عليه وسلم: «لاَ يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إلاَّ بِطِيبٍ مِنْ نَفْسِهِ»
([1]) فهَذا طَهورٌ، لكنَّهُ
مَمْنوعٌ اسْتِعْمَالُه؛ لأنَّه مُغْتَصَبٌ بغَيْرِ حَقٍّ.
«وإن تغَيَّرَ لَوْنُه
أو طَعْمُهُ أو رِيحُهُ بطَبْخٍ أو ساقِطٍ فيهِ» انتَقَلَ إلى القِسْمِ
الثَّاني منْ أقْسامِ المِيَاهِ، وهُو الطَّاهِرُ الَّذي لا يُطَهِّرُ، وهو ما
تغَيَّرَ بطاهِرٍ وُضِعَ فيه قَصْدًا، كأنْ وُضِعَ فيه شَجَرٌ ونَحوُهُ، فهذا
يتَحَوَّلُ منْ طَهورٍ إلى طَاهِرٍ في نَفْسِه، لكنَّه لا يُطَهِّرُ غيرَه، مِثْلُ
ما طُبِخَ فيه شَيءٌ طاهِرٌ، أو وُضِعَ فيهِ شَيءٌ ممَّا غيَّرَ لَوْنَه أو
طَعْمَه أو رِيحَه، فيكونُ طاهِرًا لكنَّهُ غيرُ مُطَهِّرٍ؛ لأنَّه لمْ يَبْقَ على
خِلْقَتِه، ولمْ يُخالِطْهُ نَجاسَةٌ فيكونُ نَجِسًا.
«أو رُفِعَ
بقَليلِهِ حدَثٌ»، إذا تَوَضَّأَ الإنسانُ من حَدَثٍ أو اغْتَسَلَ من جَنابَةٍ، فمَا
يَتَساقَطُ من أعْضائِهِ أو مِن جِسْمِه يكونُ طاهِرًا في نَفْسِه لكنَّه غيرُ
مُطَهِّرٍ، فلا يُسْتَعْمَلُ مَرَّةً ثانيَةً؛ لأنَّهُ اسْتُعْمِلَ في رَفْعِ
حدثٍ.
«أو غُمِسَ فيهِ يدُ
قائِمٍ من نَوْمِ ليلٍ ناقِض لوُضوءٍ»، قَبْلَ غَسْلِها؛ لقَولِه
صلى الله عليه وسلم: «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلاَ
يَغْمِسْ يَدَهُ فِي الإِْنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاَثًا؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ
لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ» ([2]).
فإذا خالَفَ النَّهْيَ وغَمَسَ يدَهُ قبْلَ غَسْلِها؛ فإنَّ هذا المَاءَ الَّذي غُمِسَتْ فيهِ اليَدُ لا يَصْلُحُ للتَّطَهُّرِ بهِ إذا كانَ في إناءٍ صَغِيرٍ، أمَّا الماءُ
([1])أخرجه: الدارقطني رقم(2886)، والبيهقي في «الشعب» رقم(5105).
الصفحة 7 / 380