×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

«وَظِلٍّ نَافِعٍ» وكذلك؛ في الظِّلِّ النَّافعِ الذي يَسْتَظِلُّ به النَّاسُ، أيُّ ظِلٍّ ينتفع به النَّاس، لا يجوز للإِنْسان أَنْ يقضيَ حاجتَه فيه؛ لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، فَقَالَ: «اتَّقُوا اللاَّعِنَيْنِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا اللاَّعِنَانِ؟ قَالَ: «الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ وَفِي ظِلِّهِمْ» ([1])، وكذلك المَلاَعِنُ الثَّلاَثُ ([2]).

وكذلك؛ البولُ في موارد المِياه، أَوْ حافةِ نَهْرٍ يُسْتَقَى منه الماءُ؛ لأَنَّ هذا يُؤْذِي المسلمين.

والمسلمُ أَوْلَى النَّاس بالأَدَبِ، وأَوْلَى النَّاس بالحياءِ، وأَوْلَى النَّاس بكفِّ الأَذَى عن النَّاس، وكفِّ الظُّلْم عن النَّاس، ولكنَّ كثيرًا من المستهترين الآن لا يبالون في ظلِّ النَّاس الذي يستظلُّون به، وفي مُرْتَفَقَات النَّاس التي يجلسون فيها، وفي الحَدَائِق التي يستريح فيها النَّاس، وتحت الكَبَارِي التي يحْتاجُها المسافرون، يستريحون فيها وقْتَ القَيْلُولَةِ، فهذا يستوجب اللَّعْنةَ؛ لأَنَّ النَّاسَ يلعنونهم على هذا الفعل، فتُقْبَلُ هذه الدَّعْوةُ لأَنَّها دَعْوَةٌ مِن مظلومٍ، فيجب على المُسْلِمِ أَنْ يحترمَ مرافقَ المُسْلِمِيْنَ.

النَّاسُ الآن يَمْدَحُونَ الكُفَّارَ، يقولون: إِنَّهم يعتنُون ببلادِهم، وبمُنْتَزَهاتِهم ويُنظِّمونها ويُنظِّفونها، ونقول: هذا سَبَقَهُمْ إِلَيه الإِسْلامُ،


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (269).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (26)، وابن ماجه رقم (328)، وأحمد رقم (2715)، والحاكم رقم (594).