وزَوالُ العَقلِ،
إلاَّ يَسيرَ نَومٍ من قَاعِدٍ وقائِمٍ.
****
فإنْ كان الخَارِجُ
من البَدَن ليس نَجِسًا فإنَّه لا يَنقضُ؛ كالرِّيقِ والنُّخامَة والعَرَق وغَيرِ
ذَلِك، أو كان نَجِسًا ولَكِنَّه قليلٌ، فهَذَا لا يَنقُض الوُضوءَ؛ لأنَّ
العِبْرَة بالكَثيرِ لا بالقَليلِ.
الثَّالِثُ من
نَواقِضِ الوُضوءِ: «وزَوالُ العَقلِ» بنَومٍ أو إِغمَاءٍ أو جُنونٍ
أو سُكْرٍ، فإذا زَالَ العَقلُ؛ فإنَّه يُبطِل الوُضوءَ؛ لأنَّه لا يُحِسُّ بما
خَرَج منه.
والدَّليلُ على أنَّ
زَوالَ العَقلِ يَنقُض الوُضوءَ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم - كَما فِي
حَديثِ صَفوانَ بنِ عَسَّال - قال: «لَكِنْ مِنْ بَوْلٍ وَغَائِطٍ وَنَوْمٍ»
([1])، فَعَدَّ النَّومَ
مَعَ البَولِ والغَائِطِ، فدلَّ على أنَّه يَنقُض الوُضوءَ.
«إلاَّ يَسِير نَومٍ
من قَاعِدٍ وقَائِمٍ» فإنَّه لا يَنقُض الوُضوءَ؛ كالنُّعاسِ من إِنسانٍ
مُتَمَكِّن من نَفسِه، كالقَاعِد والقَائِمِ.
وكان الصَّحابَة
يَنتَظِرون الصَّلاةَ فِي المَسجِدِ حتَّى تَخفِقَ رُءُوسُهم، ثم يَقُومُون
ويُصَلُّون ولا يَتَوضَّئُون، كما فِي حَديثِ أَنَسٍ رضي الله عنه ([2])، فدلَّ عَلَى أنَّ
اليَسِيرَ من النَّومِ من الجَالِسِ لا يَنقُض الوُضوءَ.
أمَّا الجُنونُ والإِغمَاءُ والسُّكْرُ؛ فهَذِه تَنقُض الوُضوءَ مُطلقًا.
([1])أخرجه: الترمذي رقم (96)، والنسائي رقم (126)، وابن ماجه رقم (478)، وأحمد رقم (18091).