×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

ويَنقُض غَسْلُ مَيِّتٍ، وأَكْلُ اللَّحمِ خاصَّة من الجَزُورِ.

****

ثانيًا: أن يَكُون من غَيرِ حائِلٍ.

«ولا مَلمُوسٍ بَدَنُه» أي: لا يَنتَقِضُ وُضوءُ مَلمُوسٍ بَدَنُه، ولو وَجَد من المَسِّ شَهوةً؛ لأنَّ الآيَةَ إنَّما وَرَدت فِي الماسِّ، ولم تَرِدْ فِي المَمسُوسِ.

«ويَنقُض غَسْلُ مَيِّتٍ»هَذَا هو السَّادِس مِن نَواقِضِ الوُضوءِ: وهو تَغسِيلُ الميِّت، فمَن غسَّل ميِّتًا - أي: باشَرَ غسِيلَه وتَقلِيبَه - فإنَّه يَنتَقِض وُضُوءُه.

لأنَّ بَعضَ الصَّحابَة كانُوا إذا غسَّلوا الأَمواتَ يَتَوضَّئُونَ بعد ذَلِكَ.

والصَّحيحُ: أنَّ تَغسِيلَ الميِّت لا يَنقُض الوُضوءَ؛ لِعَدَم الدَّليلِ على ذَلِكَ.

«وأَكْلُ اللَّحمِ خاصَّة مِن الجَزُورِ»هَذَا هو السَّابِع مِن نَواقِضِ الوُضوءِ: وهو أَكْلُ اللَّحمِ من الجَزُورِ، وهي الإِبِل.

أمَّا البَقَر والغَنَم فلا يَنقُضُ أَكْلُ لَحْمِها؛ وذلك لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لمَّا سُئِلَ: أَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الإِْبِلِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ([1]).

قَالَ الإِمامُ أَحمَد رحمه الله: فِي نَقْضِ الوُضوءِ بأَكْلِ لَحْمِ الجَزُورِ حَدِيثَان صَحِيحَان؛ حَديثُ البَرَاء وحَدِيثُ جابِرِ بن سَمُرَة.

وقَولُه: «وأَكْلُ اللَّحْمِ خاصَّةً» يُخرِجُ ما لا يُسمَّى لَحْمًا؛ كالكَبِدِ، والطِّحالِ، والأَمعَاءِ، والعَصَب، ولَحْمِ الرَّأسِ، والمَرَق، ولَبَن الإِبِلِ، كلُّ هَذَا عِندَهُم لا يَنقُض؛ لأنَّه لا يُسمَّى لَحْمًا.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (360).