ويَحثِيَ على
رَأسِه ثَلاثًا تُرَوِّيهِ.
ويَعُمَّ بَدَنَه
غَسلاً ثَلاثًا، ويَدْلُكَه، ويَتَيامَنَ، ويَغسِلَ قَدَمَيهِ مَكانًا آخَرَ.
****
«ويَحثِيَ عَلَى رَأسِهِ ثَلاثًا» فإذا
فَرَغ من الوُضوءِ يَبدَأ بالاغتِسالِ، فيَحثُو عَلَى رَأسِه، أي: يَصُبَّ المَاء
بكَفَّيْه عَلَى رَأسِه ثَلاثَ مرَّات.
«تُرَوِّيه» بمَعنى أنَّه
يُدخِل المَاء إلى أُصُولِه، فيَغسِلُه ظاهِرًا وباطِنًا وما استَرْسَل منه؛ لأنَّ
النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَفعَل ذَلِكَ، كان يَحثُو المَاءَ عَلَى
رَأسِه، ثَلاثَ مرَّاتٍ.
والمَرأَة تَعمَل ما
يَعمَل الرَّجُلُ فِي رَأسِه، تَحثُو على رَأسِهَا ثَلاثًا تُرَوِّيه بِهَا،
ظاهِرًا وباطِنًا، وإذا كان مَضفُورًا فإنَّها لا تَنقُضُه لأَجلِ الجَنابَة،
ولَكِنْ يُستَحَبُّ لها أَن تَنقُضَه عِندَ الغُسلِ من الحَيضِ أو الغُسلِ من
النِّفاسِ، أمَّا عِندَ الجَنابَةِ فيَكفِي أن تُفِيضَ عَلَيه المَاءِ؛ لأنَّ
الجَنابَة تكرَّر فيَشُقُّ عَلَيها أن تَنقُضَه كُلَّ مرَّة.
«ويَعُمَّ بَدَنه
غَسلاً ثلاثًا» ثمَّ إذا فَرغَ من غَسْلِ رَأسِه؛ فإنَّه يَعُمُّ بَدَنه، يعني: يُسبِغُ
عَلَيه الماءَ، بحَيثُ لا يَتْرُك من بَدَنه شَيئًا إلاَّ أَوصَلَ إليه المَاءَ، ويَتَفطَّن
للمَغابِنِ، كالإِبِطَينِ والسُّرَّة وطيِّ الرُّكبتَينِ؛ لأنَّها لا يَصِل
إِلَيها الماءُ إلاَّ بعِنَايَة، ويُفِيضُ على بَدَنه الماءَ ثَلاثَ مرَّات، هَذَا
مُستَحَبٌّ، والكافِي مرةٌ واحِدَةٌ تعُمُّ البَدَن.
«ويَدْلُكَه» الدَّلْك مُستَحَبٌّ ولَيس واجِبًا، الواجِبُ إِسباغُ المَاءِ عَلَيه بحَيثُ يَجرِي عَلَيه الماءُ، ولا يَكُون مَسحًا؛ هَذَا هو الإِسباغُ.