×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

ومَن وَجَد مَاءً يَكفِي بَعْضَ طُهرِه، تيمَّم بعد استِعمَالِه.

ومَن جُرِح تيمَّم له، وغَسَل الباقِيَ.

****

أو كان يَحتاجُ إلى الماء للشُّربِ، أو يَحتاجُه للطَّبخِ، والماء لا يَكفِي للطَّهارَة والحاجَة؛ فإنَّه يقدِّم الحاجَةَ ويتَيمَّم بالتُّرابَ بَدَلاً عن الماءِ.

وهذا من تَيسِير الله سبحانه وتعالى؛ لقوله تَعالَى - لمَّا ذَكَر سُبحانَه الطَّهارَة بالماءِ والطَّهارَة بالتَّيمُّم - قال: ﴿مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجۡعَلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ حَرَجٖ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمۡ وَلِيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ [المائدة: 6].

فليس فِي الإِسلامِ حَرَج والحَمدُ لله، وإذا حَصَل الحَرَج فهو مَرفُوعٌ.

«ومَن وَجَد ماءً» أي: إذا وَجَد ماءً قليلاً «يَكفِي بَعْضَ طُهرِه»، يَعنِي: يَكفِي - مَثَلاً - غَسْلَ الوَجْهِ فَقط، أو غَسْلَ الوَجْه واليَدَين، ولا يَكفِي غَسْلَ الرِّجلَيْن.

«تَيمَّم بعد استعماله» فإنه يستعمله فيما يمكنه استعماله، ويتيمم عن الباقي؛ لقوله تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التغابن: 16] وهَذَا يَستَطِيع البَعضَ فيَستَعمِلَه، ويَتيمَّمُ عن الباقي.

«ومَن جُرِح تيمَّم له وغَسَل البَاقِيَ» إذا أَصابَ الإِنسانَ جِراحَةٌ وخَشِي من ضَرَرِ الماءِ، فإنْ كانتْ هَذِه الجِراحَةُ عليها ضِمادٌ أو عَلَيها لُصُوقٌ أو عليها جَبائِرُ؛ فإنَّه يَمسَح عَلَيها، ويَكفِي عن غَسْلِ ما تَحْتَ الحائِلِ.

أمَّا إذا لم يَكُن عليها حائِلٌ، ولو جاءَها الماءُ تضرَّر به؛ فإنَّه يُجَنِّبُها المَاءَ ويَتيَمَّم عنها، فيَغسِلُ الصَّحِيحَ ويتيمَّم عن الجَريحِ.


الشرح