والتَّيمُّم
آخِرَ الوَقتِ لرَاجِي الماءِ أَولَى.
وصِفَتُه: أن
يَنوِيَ، ثمَّ يسمِّيَ، ويَضرِبَ التُّرابَ بيَدَيْه، مُفَرَّجَتَي الأَصابِعِ،
يَمسَح وَجْهَه ببَاطِنِهِما، وكفَّيْه بِرَاحَتَيْه، ويخلِّلُ أَصابِعِه.
****
«والتَّيمُّم آخِرَ
الوَقتِ لرَاجِي الماءِ أَولَى» عادِمُ الماءِ إن كان يَرجُو أن يَحصُل عَلَى
ماءٍ قَبلَ خُروجِ الوَقتِ فالأَفضلُ له تأخِيرُ التَّيمُّم والصَّلاةُ فِي آخِرِ
الوَقتِ، وإن تيمَّم وصَلَّى فصَلاتُه صَحِيحَة.
«وصِفَتُه: أن
يَنوِي ثمَّ يسمِّيَ» أي: صِفَة التَّيمُّم أن يَنوِيَ كما سَبَق؛ لقَولِه
صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَْعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ»، فلابدَّ أن
تَكُون النِّيَّة قَبْل الشُّروعِ، ثم يُسمِّي؛ لأنَّ التَّسمِية مَشرُوعَة فِي
الوُضوءِ، فتُشْرَع فِي بَديلِه، وهو التيمُّم، فيقول: «باسم الله».
«ويَضْرِبَ
التُّرابَ» فلو وَضَعَ يَدَيه عَلَى التُّرابِ فقط ولم يَضْرِبْه ما يَصِحُّ
تَيَمُّمُه؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ضَرَب بيَدَيْه التُّرابَ لمَّا
أراد أن يُعَلِّم الصَّحابِيَّ كيف يتيمَّمُ، وقال: «إنَّما يَكفِيكَ أن
تَقُولَ هَكَذا»، ومَسَح بِهِما وَجْهَه وكَفَّيْه. ([1])
«مُفَرَّجتَي
الأَصابعِ» من أَجلِ أن يَدخُل الغُبار بَين الأَصابعِ.
ويَقسِمُ هَذِه
الضَّرْبَة، بين الوَجهِ والكَفَّينِ.
«يَمسَح وَجْهَه ببَاطِنِهما، وكَفَّيه برَاحَتَيْه» هَذَا هو الأَرجَح ([2])، ويَجُوز أن يَضرِب ضَرْبةً لوَجهِه، وضَربةً ليَدَيه؛ لأنَّه وَرَد أَيضًا، لكِنَّ المَحفُوظَ
([1])أخرجه: البخاري رقم (331)، ومسلم رقم (368).