×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

 كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ. وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إلاَّ مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ. وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ» ([1]).

هكذَا؛ صحابَةُ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ما كَانوا يتْركُونَ الجماعةَ، حتَّى كبار السِّنِّ يؤتَى بهم إليها يُهادُون بين الرَّجلينِ، فكيفَ بالنَّشيطِ القويِّ، الآمن الصَّحيحِ، يسمعُ النِّداءَ ولا يحضرُ؟! فالأمرُ في هذَا عظيمٌ.

ولا نتساهلُ في أمرِ صلاةِ الجماعةِ إذا قالَ لنا فلانٌ أو عِلاَّن: إنَّها مستحبةٌ. نحنُ لا ننظرُ إلى أقوالِ النَّاسِ، بل ننظُرُ إلى قولِ اللَّهِ جل وعلا، وقولِ رسولِهِ صلى الله عليه وسلم، وأمَّا أقوالُ العلماءِ فإنَّ منها ما هو خطَأٌ، ومنهَا ما هُو صحِيحٌ، لكنَّ كلامَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم معصومٌ من الخطإِ، لا يتطرَّقُ إليه الخطأُ بحالٍ، فلمَاذَا ندعُه ونذهَبُ إلى رأيِ فلانٍ وعلانٍ؟!

على أنّ الأئمَّة - رحمهم اللَّه - الَّذين يُنسَبُ إليهم هذَا القول، ما كانُوا يَتْركُون صلاةَ الجماعةِ، بل كانوا يلازِمُونَها ويحضُرُونها.

فالحاصِلُ؛ أنَّ أمرَ الصَّلاةِ أمرٌ عظيمٌ، فتجِبُ العنايَةُ بها، والتَّذكِير بها، وموعظَة النَّاس عن هذَا الأمرِ، وبيان أهميَّة الصَّلاة، ومكَانتها، ووجوب حُضور الجماعَة، هذَا هو الواجب على طلبَةِ العلمِ، وعلى النَّاصحينَ، وألاَّ يسكتوا ويَتْركُوا النَّاسَ على هذِه الحالةِ من التَّهاوُنِ في الصَّلاةِ، وعدم الاهتمامِ بها، وأنَّها شيءٌ عاديٌّ.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (654).