كتابُ الصَّلاة
****
«كتابُ الصَّلاة» أي: بيانُ أحكامِ
الصَّلاةِ، سواء كَانت صلاة فريضةٍ أو نافلةٍ؛ لأنَّه ذكرَ في هذَا البابِ جميعَ
أنواعِ الصَّلاة، من فريضةٍ - وهذا هُو الأصلُ، ونافلةٍ، كذلكَ أحكامُ صلاةِ
الكسوفِ والاستسقاءِ والعيدينِ، فهَذا الكتابُ شامِلٌ لكلِّ أنواعِ الصَّلواتِ.
والصَّلاةُ
المفروضةُ، هي الرُّكنُ الثَّاني من أركانِ الإسلامِ بعدَ الشَّهادتينِ، كمَا في
حديثِ عمرَ بنِ الخطَّابِ رضي الله عنه الَّذِي ذكرَ فيه النَّبيُّ صلى الله عليه
وسلم أركانَ الإسلامِ ([1])، وكما في حديثِ
ابنِ عمرَ رضي الله عنهما الَّذِي فيه أيضًا بيانُ ما يُبْنى عليه الإسلامُ ([2])، وغيرهما من
الأحاديثِ الَّتِي فيها أنَّ الصَّلاة هي الرُّكنُ الثَّاني من أركانِ الإسلامِ.
بل هِي عَمُود
الإسلامِ، كما في الحديثِ الصَّحيحِ: «رَأْسُ الأَْمْرِ الإِْسْلاَمُ،
وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ عز
وجل » ([3]).
والصَّلاة؛ لها شأنٌ عظيمٌ عندَ اللَّهِ سبحانه وتعالى، ولها شأنٌ عظيمٌ عندَ المسلمينَ، وقد ذكَرَها اللَّهُ سبحانه وتعالى في القرآنِ الكريمِ في مواضِعَ كثيرةٍ، تارَةً يأمرُ بإقامَتِهَا، وتارةً يأمُرُ بالمحافظةِ عليها، وتارةً يُثْنِي على المداومِينَ على صَلَواتِهم، وتارةً يتوعَّدُ مَن أضاعَ الصَّلاةَ واتَّبع الشَّهوات ويتوعَّدُ من سهَا عن الصَّلاة.
([1])أخرجه: مسلم رقم (8)