×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

«فلا تصحّ بدونه» فلا تصِحُّ الصَّلاةُ بدون استقبالِ القبلة، فلو صلَّى مُنْحرفًا عن القبلةِ وجعَل القبلةَ خلفَ ظهرِه أو إلى جنبِه، ما صحَّت صلاتُه.

«إلاّ لعاجزٍ» أي: لا تصِحُّ الصَّلاةُ إلى غيرِ القبلة إلاَّ لعاجزٍ عن استقبال القبلة، مثل المأسور، فيصلِّي على حسبِ حاله؛ لقوله تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التغابن: 16]، وقوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ [البقرة: 115]، فإذا أُسِر الإنسانُ أو صُلِب، ولا يستطيعُ استقبال القبلة؛ فإنَّه يصلِّي على حسب حاله، ولا يترك الصَّلاة؛ لأنّ الصَّلاة لا تسقُط، وإنَّما يسقُطُ الشَّرطُ المعجوزُ عنه.

«ومتنفِّلٍ راكبٍ سائرٍ في سفرٍ» النّافلة أوسعُ من الفريضة، فيُباحُ أن يصلِّي النَّافلةَ إلى غيرِ القبلةِ في حالةِ السَّفر، سواءٌ كان راكبًا أو ماشيًا، فإذا كان راكبًا فإنه يصلِّي إلى جِهةِ سيره؛ لأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يصلِّي على راحلتِه من اللَّيل أينما توجَّهت به، ومن أجْلِ التَّوسِعة على الناسِ في حصول الأجْر.

«ويلزَمُه افتتاحُ الصَّلاة إليها» الصَّحيح: أنّه ليس بلازمٍ، بل يصلِّي أينما توجَّهت به راحلته كلّ الصَّلوات.

وماشٍ والماشي في السّفر أيضًا يصلّي أينما توجّه وهو ماشٍ؛ قياسًا على الرّاكب.

«ويلزَمُه الافتتاحُ والرّكوعُ والسُّجودُ إليها»؛ لأنَّ هذا لا يشقُّ عليه، وقيل: لا يلزَمه ذلك؛ وهو الصَّحيح ([1]).


الشرح

([1])انظر: «المغني» (2/ 99).