×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

الدليل الثّاني: من أدلَّة القبلة: «أو وجدَ محاريبَ إسلاميَّة، عمل بها» وجود المحاريب، وهي الطَّاقات التي في قبلةِ المساجد، علامةٌ على القبلة، فإذا رأيتَ المحاريبَ فإنَّك تستدلُّ بها؛ لأنَّ المسلمين اعتمدوها، وصلُّوا إليها.

ووجودُ المحاريب ليس بدعةً كما يقولُ بعضُ النَّاس، لأنّها موجودةٌ من العصور الأولى عند المسلمين، ولا تُعرَف القبلةُ إلاَّ بها، فهي من عمَلِ المسلمين جيلاً بعد جيلٍ.

ففيها مصلحةٌ عظيمةٌ، وليست من البدع، ولكنَّ المبالغةَ والتكلُّف في عمَلِ المحاريب هذا هو الذي لا يجوز، أمَّا وجودُ مِحرابٍ يسيرٍ يدلُّ على القبلة، من غيرِ مبالغةٍ في بنائه أو نقوش تُجعَل فيه؛ فلا بأسَ به، والمصلحةُ تقتضي وجودَه.

وأمَّا إذا كان في السفر؛ فإنَّه يُستَدلُّ على القبلة بأدلّةٍ:

الدليل الأوّل: «ويستدلُّ عليها في السَّفر بالقُطب» القطب، وهو الذي تدورُ عليه النجوم؛ وخُصِّص لأنَّه ثابتٌ في مكانه خلافَ بقيَّةِ النّجوم، فإنها تسير، فلذلك يستدلُّ به.

والقطبُ نَجْمٌ خَفيٌّ لا يراه كلّ أحدٍ، ولكن يستدلُّ بالجَدْي؛ لأنّه قريبٌ منه ([1]).

الدليل الثّاني: «والشمس والقمر» الشَّمس والقمر؛ لأنَّهما يسيران من المشرق إلى المغرب.


الشرح

([1])انظر: «لسان العرب» (1/ 682)، و«المعجم الوسيط» (ص: 743).