×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

ومَن صلَّى بغير اجتهادٍ ولا تقليدٍ قضى إن وجد من يُقلِّده، ويجتهدُ العارفُ بأدلَّة القبلةِ لكلِّ صلاةٍ، ويصلِّي بالثَّاني، ولا يَقضي ما صلَّى بالأوَّل.

****

الدليل الثّالث: «ومنازلهما» منازل الشَّمس والقمر، وهي النُّجوم، قال تعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهۡتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۗ [الأنعام: 97]؛ لأنَّها تسير من المَشْرق إلى المَغْرب.

الدليل الرابع: «وإن اجتهَدَ مجتهدان فاختلفا جهةً لم يتبعْ أحدُهما الآخر، ويتبعُ المقلِّد أوثقهما عنده» الاجتهاد في تحرِّي القبلة، فإن اتفقَ اجتهادُهم صلُّوا به لأنَّ اتفاقَهم دليلُ غلبةِ الظَّنّ، وإن اختلفوا فلا يجوزُ أن يقلِّدَ أحدُهم الآخر بل كلٌّ يصلِّي باجتهادِه هو، والذي ليس عنده اجتهادٌ؛ لكونه لا يُحسِن؛ يتبَع أوثقَ المجتهدين عنده.

«ومَن صلَّى بغيرِ اجتهادٍ ولا تقليدٍ قضى إن وجد من يُقلِّده» إذا صلَّى من غيرِ اجتهادٍ، وهو يُحسِن الاجتهاد، ولا تقليدٍ إن كان لا يُحسِن الاجتهاد، ووجد من يُقلِّده، فإنّه يقضِي الصلاة؛ لتفريطِه وتقصيرِه.

أما إذا كان لا يُحسِن الاجتهادَ ولم يجِدْ من يُقلِّده وصلَّى فله حالتان:

الحالة الأولى: أن لا يتبيَّن له خطأٌ في القبلة، فصلاتُه صحيحة؛ لقولِه تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التغابن: 16]، ولقوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ [البقرة: 115].


الشرح