الأرضُ حارَّةً، من حرارةِ الشمس، كانوا يسجدون
على أطرافِ عمائمِهم وثيابهم، يتَّقون الحرّ ([1])، فإذا كانت الأرض
فيها حرارةٌ أو فيها حصًى أو شوكٌ، وفرشها؛ فلا بأس بذلك؛ لأنّ النبي صلى الله
عليه وسلم كان يصلّي على ما تيسّر، تارةً يصلّي على الأرض، وتارةً يُصلِّي على
الحَصِير ([2]).
«ويُجَافي عَضُديه
عن جَنبيه وبطنه عن فخِذيه» يكون في سجودِه مفرِّقًا لأعضائِه، لا يعتمدُ بعضُها
على بعضٍ، بل تكونُ جميعُ أعضائِه تسجدُ لله عز وجل، فيفرّق بين قدميه وبين ساقيه،
ويجافي فخذيه عن ساقيه، ويجافي عضديه عن جَنبيه، وهذه صفةٌ مُسْتَحَبة.
إلا إذا كان المكان
ضيّقًا، فإذا جافى عضديه عن جنبيه ضايقَ مَن بِجنبه؛ فإنه لا يجوزُ له أذيَّةُ من
بِجَنبه، فيضُمُّ عضديه إلى جَنْبه من أجْلِ ألاَّ يؤذيَ مَن بجانبه.
وكذلك؛ لو كان السجودُ طويلاً، كصلاةِ اللَّيل وصلاة الكسوف، فإنه لا بأسَ أن يضعَ يديه على ركبتَيه من أجْلِ تلافي التَّعب، كما جاء في الأثر: «اسْتَعِينُوا بِالرُّكَبِ»، لمَّا شكُوا إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّهم يجدون مشقَّةً من مجافاةِ اليدين في السُّجود من طولِه، قال: «اسْتَعِينُوا بِالرُّكَبِ» ([3])
([1])أخرجه: البخاري رقم (378)، ومسلم رقم (620).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد