ويقول: «الله
أكبر»، رافعًا يديه، مضمومتي الأصابع، ممدودةً حَذْو مَنْكِبيه؛ كالسُّجود.
****
ويأمرُهم بسدِّ الفُرَجِ، ويتفقَّد الصّفوف، هذه
مسؤوليةُ الإمامِ أن يأمرَهم بسدِّ الخللِ والتَّراصِّ بمُحاذاةِ المناكبِ
والأكعب، بحيثُ لا يكونُ في الصُّفوف فُرجٌ ولا يكون فيها ميلانٌ، بل تكونُ
مستويةً؛ لأنّ هذه الفُرَج يدخلُ منها الشَّيطان، ويُشوِّشُ على النَّاسِ صلاتَهم،
فإذا انضمَّ بعضُهم إلى بعضٍ، ولم يتركوا فُرَجًا؛ فإنَّ هذا يمنعُ من دخولِ
الشَّيطانِ بينهم.
وهذه فائدةُ
الجماعة، أنَّ الشَّيطانَ لا يتسلَّطُ على الجماعة، وإنما يتسلَّط على
المُنْفَرِد.
تنبيه:
ليسَ المُرادُ بسدِّ
الفُرَج ما يفعلُه بعضُ النَّاسِ اليوم، وبعضُ المُنتَسبين إلى العلم، بأن يُفرِّج
الواحد منهم رجليه، ويأخذ محلَّ رجلين ويُضايق مَن بجَنْبه من هنا وهنا، المشروعُ
المُلاصقةُ بدونِ مباعدةٍ للرِّجْلين بعضها عن بعضٍ.
وكذلك، من آدابِ
الصُّفوف: تكميلُ الصَّفِّ الأوَّل، فلا يبدأُون صفًّا جديدًا حتى يتكاملَ
الصَّفُّ الذي قبله.
«ويقول: «الله أكبر»» إذا سوَّى الإمامُ
الصُّفوف؛ فإنَّه يُكبِّر تكبيرةَ الإحرام، فيقول: «الله أكبر»، ثم يكبِّر
المأمومون بعد تكبيره.
وتكبيرةُ الإحرام؛ ركنٌ من أركانِ الصَّلاة، لا تنعَقِد إلاَّ بها، سُمِّيت تكبيرة الإحرام؛ لأنَّ الإنسانَ إذا كبَّر تَحرُم عليه أشياءُ كانت مباحةً له قبل التكبير، مثلما سُمِّي الإحرامُ بالحَجِّ والعمرةِ إحرامًا؛ لأنَّه يحرُم