×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

والتَّحْرِيمُ، وَالفَاتِحَةُ، وَالرُّكُوعُ، وَالاعْتِدَالُ عَنْهُ.

****

الثَّانِي: «وَالتَّحْرِيمُ» أي: تَكْبِيرَةُ الإِحْرامِ، فلَوْ دَخَلَ فِي الصَّلاَةِ مِن غَيْرِ تَكْبِيرٍ لَمْ تَنْعَقِدْ صَلاتُهُ؛ لأَِنَّ تَحْرِيمَهَا التَّكْبِيرُ.

وَسُمِّيَتْ: «تَكْبِيرَةَ الإِحْرَامِ»؛ لأَِنَّهُ إِذَا كَبَّرَ حَرُمَتْ علَيْهِ أشْيَاءُ كَانَتْ جائِزَةً لَهُ قَبْلَ التَّكْبِيرِ، مِثْل: الأكْلِ والشُّرْبِ والمَشْيِ وأَشْيَاءَ كَانَتْ مُباحَةً لَهُ، فَإِذَا كَبَّرَ حَرُمَتْ علَيْهِ هذِهِ الأشياءُ؛ وَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ «تَكْبِيرَةَ الإِحْرَامِ»، كَمَا أَنَّ نِيَّةَ الدُّخُولِ فِي النُّسُكِ تُسَمَّى «إِحْرَامًا»؛ لأَِنَّهُ إِذَا نَوَى الدُّخُولَ فِي النُّسُكِ فِي العُمْرَةِ أو فِي الحَجِّ، حَرُمَتْ علَيْهِ مَحْظُوراتُ الإِحْرَامِ الَّتِي كانَتْ مُباحَةً لَهُ قَبْلَ ذَلِكَ.

وَلَوْ أَتَى بِذِكْرِ غَيْرِهَا، بِأَنْ قَالَ: «سُبْحانَ اللهِ»، أَوْ قالَ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، أَوْ قالَ: «تَعَالَى اللهُ»، وغَيْر ذَلِك؛ لَمْ تَصِحَّ، فلاَ بُدَّ أَنْ يَقُولَ: «اللهُ أَكْبَرُ»، فَلَوْ قَالَ: «اللهُ أَعْلَى»، أَوْ «اللهُ أَجَلُّ»، أو «اللهُ أَعْلَمُ»؛ لَمْ تَنْعَقِدْ صَلاَتُهُ.

الثالِثُ: «وَالفَاتِحَةُ» أَيْ: قِراءَةُ الفَاتِحَةِ فِي حَقِّ الإِمَامِ وَالمُنْفَرِدِ، وَأَمَّا المَأْمُومُ فعَلَى الخِلاَفِ، كَمَا سَبَقَ.

الرابِعُ: «وَالرُّكُوعُ» وَمَعْنَاهُ: أَنْ يَنْحَنِيَ؛ حَتَّى تَصِلَ يَداهُ إلى رُكْبَتَيْهِ، هَذَا لِقَوْلِهِ تَعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱرۡكَعُواْ وَٱسۡجُدُواْۤ [الحج: 77].

الخَامِسُ: «والاعْتِدَالُ عَنْهُ» أي: الاعْتِدَالُ مِنَ الرُّكُوعِ، فلَوْ رَكَعَ ثُمَّ سَجَدَ، وَلَمْ يَعْتَدِلْ قَائِمًا بَعْدَ الرُّكُوعِ، مَا صَحَّتْ صَلاَتُهُ؛ لأَِنَّه تَرَكَ رُكْنًا مِنْ أَرْكَانِ الصَّلاَةِ.


الشرح