×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

وَالسُّجُودُ عَلَى الأَعْضَاءِ السَّبْعَةِ، وَالاعْتِدَالُ عَنْهُ، وَالجُلُوسُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، وَالطُّمَأْنِينَةُ فِي الكُلِّ.

****

  السَّادِسُ: «وَالسُّجُودُ عَلَى الأَعْضَاءِ السَّبْعَةِ»؛ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ: الْجَبْهَةِ - وَأَشَارَ إلى أَنْفِهِ - وَالْيَدَيْنِ، وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ» ([1]).

لَوْ عجَزَ عَنْ السُّجُودِ بِجَبْهَتِهِ، لَمْ يَلْزَمْهُ السُّجُودُ عَلَى بَقِيَّةِ الأعْضَاءِ، بَلْ يُومِئُ بِالسُّجُودِ.

السَّابِعُ وَالثَّامِنُ: «وَالاعْتِدَالُ عَنْهُ، وَالجُلُوسُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ» أي: الاعتدالُ مِنَ السُّجُودِ إلى الجُلُوسِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، فَلَوْ رَفَعَ، وَسَجَدَ ثانيةً، وَلَمْ يَعْتَدِلْ بَيْنَهُمَا جالِسًا؛ لَمْ تَصِحَّ صَلاَتُهُ؛ لأَِنَّهُ تَرَكَ رُكْنًا.

التَّاسِعُ: «وَالطُّمَأْنِينَةُ فِي الكُلِّ» وهيَ السُّكُونُ حَتَّى يَرْجِعَ كُلُّ فَقَارٍ إلى أَصْلِهِ فِي جَمِيعِ الأرْكَانِ: فِي القِيَامِ، وَفِي الرُّكُوعِ، وفِي السُّجُودِ، وفِي الجُلُوسِ؛ وفِي جَمِيعِ الأرْكَانِ.

وَذَلِكَ؛ لأَِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان جالِسًا، فجاءَ رَجُلٌ، وَصلَّى، ثُمَّ جاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرَدَّ عَليه السَّلام، وقالَ: «ارْجِعْ فَصَلِّ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ»، فَرَجَعَ، وصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ، وَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرَدَّ عَليه السَّلام، ثُمَّ قالَ لَهُ: «ارْجِعْ فَصَلِّ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ»، فَذَهَبَ الرَّجُلُ، وصَلَّى,ثُمَّ جَاءَ، وَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرَدَّ عَليه السَّلام، وََقَالَ: «ارْجِعْ فَصَلِّ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ»، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا لاَ أُحْسِنُ غيْرَهَا؛ فعَلِّمْنِي. فقالَ لَهُ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قُمْتَ إلى الصَّلاَةِ، فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (779)، ومسلم رقم (490).