«وَسُجُودُ
السَّهْوِ لِمَا يُبْطِلُ عَمْدُهُ وَاجِبٌ» سُجودُ السَّهْوِ قد يكونُ
واجبًا، وقد يكونُ مُسْتحَبًّا، فسجودُ السَّهْوِ لِمَا يُبطِلُ تعمُّدُهُ فِي
الصَّلاَةِ واجبٌ، إِذَا زادَ فِي الصَّلاَةِ سَهْوًا؛ فإنَّها لاَ تَبْطُلُ لكِنْ
يسْجُدُ للسَّهْوِ؛ لأمْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بذلكَ بقولِه صلى الله
عليه وسلم: «إِذَا سَهَا أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاَةِ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ»
([1]).
«وَتَبْطُلُ
بِتَرْكِ سُجُودٍ أَفْضَلِيَّتُهُ قَبْلَ السَّلاَمِ فَقَطْ»، سُجود السَّهْوِ
يجُوزُ قبْلَ السَّلامِ، ويجُوزُ بعْدَ السَّلامِ، ولكنَّ الأفضلَ، إِنْ كانَ عَنْ
نَقْصٍ، كَتَرْكِ التّشهُّدِ الأوَّلِ، أو تَرْكِ التَّسْبِيح فِي الرُّكُوعِ
والسُّجودِ؛ أنْ يكُونَ هَذَا قبلَ السَّلامِ؛ لأَِنَّهُ جُبرانٌ للصَّلاةِ عَنْ
نقْصٍ حصَلَ فِيهَا، فيكونُ قبْلَ السَّلامِ.
وأمَّا إِنْ كانَ
عَنْ زِيادةٍ، كمَا لوْ سلَّمَ قبْلَ إِتْمامِهَا، أو قامَ إلى خامسَةٍ سَهْوًا،
أو زادَ رُكوعًا أو سجودًا، فهَذَا يُستحَبُّ أنْ يكونَ السُّجودُ بعدَ السَّلامِ؛
لأَِنَّهُ ليسَ لِنَقْصٍ فِي الصَّلاَةِ، وإنّمَا هو تَرْغِيمٌ للشَّيطانِ، كمَا
قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ([2])، فيكونُ بعدَ السَّلامِ.
هَذَا هو الأفضلُ،
ولكنَّهُ لو سجَدَ كُلَّ سُجودِ السَّهْوِ قبلَ السَّلامِ، أو سجَدَهُ بعْدَ
السَّلامِ، جازَ هَذَا؛ لوُرودِ الحالتينِ عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
إِذَا تركَ السُّجودَ الَّذِي أفضليَّتُه قبلَ السّلامِ بطَلَتْ صلاتُهُ؛ لأَِنَّه حصَلَ فِيهَا نقْصٌ، ولم يَجْبُرْهَا.
([1])أخرجه: الترمذي رقم (398).